Skip to main content
«زر وسط القميص» كتاب سردي لصالح حمدوني وقعه في «بيت عرار الثقافي»

وقع الكاتب والمصور الفوتوغرافي صالح حمدوني كتابه السردي «زر وسط القميص» نهاية الأسبوع الماضي في «بيت عرار الثقافي» وسط حفاوة كبيرة من الحضور اللافت، وجاء حفل التوقيع بتنظيم مديرية ثقافة إربد ومنتدى الحقل الثقافي وبيت عرار، بمشاركة الأدباء: هاشم غرايبة، رائد الحواري من «فلسطين» ومحمد العمري، وأدارت الحفل القاصة روند الكفارنة بأسلوب أدبي رشيق.


واستهل الحفل القاص والروائي هاشم غرايبة بمداخلة نقدية حول كتاب حمدوني «زر وسط القميص» فقال: لا أقف مع الفنان والكاتب صالح حمدوني دون أن أتذكر شقيقه الصديق مسعود حمدوني بعد أربعة أيام تحل علينا ذكراه، كان صديقا كان يزورني في سجن إربد، لا أنس فضله في مخيم إربد وغيره. صالح حمدوني ذكرني بقصيدة للشاعر العراقي حميد فاسم قال: «لم أعد صغيراً/يا أُمِّي/بما يجعلني قادراً على العودة إليك/من المدرسة/بقميصٍ بلا أزرار»، صالح لم يعد ذلك الطفل مقطوع الزر، صالح حمدوني قامة ثقافة وعرفته الآن قامة أدبية يستحق أن أحتفي به وتحتفوا معي به.


وأضاف غرايبة: وجدت في الكتاب حساسية حادة وعين كاميرا ذكية، وجدت لقطات بوح موجع، وفي هذا الكتاب الأفكار أعلى صوتا من الأحداث، وكذلك الصوت الدافئ والموسيقى الداخلية هي الأهم وهي الأكثر حضورا من الصوت الآخر.
وبيّن غرايبة حين قال نحتار في تصنيف الكتاب بين الشعر والخاطرة والأقصوصة، لكنه كتاب يعبر عن صالح حمدوني، كتاب عميق يعبر عن انتمائه للقضية والأمة والوطن.


من جانبه الناقد الفلسطيني رائد الحواري قدم قراءة في الكتاب حيث أشار إلى أن «صالح حمدوني» يقدم نصوصا بقالب أدبي جديد، حيث يُدخل اللَّغة المحكية في النص ويجعلها مكونا أساسيا فيه، ويصيغُها بأشكالٍ متعددةٍ، فمرّة تأتي من خلاله مباشرة، ومرّة يستحضرُ المرأةَ /المخلّص لتخرجه مما هو فيه من بؤس واغتراب، ومرّة يلجأ للمكان/لدمشق التي يعشقها فيتغزل بها وبجمالها، فيتحوَّل الأسى/السواد إلى لغة بيضاء وحتى ناصعة. فالمخفّفات: عناصر الفرح «المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد» نجدها مجتمعة في «زر في وسط القميص»، وهذا بطريقة غير مباشرة ـ يخدم الفكرة التي يُراد تقديمها، فكرةُ الاغتراب/الضغط/الألم الذي علق (بالسَّارد) فيأخذه اللاشعور إلى أماكن/عناصر تمنحه شيئا من الراحة والسّكون، فيلجأ إليها، لأنَّها الملاذ الوحيد الباقي له.


وذكر أن صالح حمدوني يتعامل مع المرأة على أنها المولدة لبقية عناصر الفرح/التخفيف، الكتابة، الطبيعة، التمرد، لهذا يضعها في مصاف الآلهة، ويقرنها بالربّة عشتار، يقول في «مثلك أنتِ هذا المساء» فنجد عشتار رمز الخصب والحب نجدها حاضرة بجلالها في هذا المقطع، فهي قرينة الطبيعة: «الكينونة، موج، نهر، أمطري، فصولا، الربيع، أخضر، يانعا» وهذا ما نجده في الأساطير السورية القديمة التي أقرنت خصب الطبيعة بالربّة عشتار، وبما أن الحديث يدور عن مقدس/ة، فكان لا بد من تناولها بهذه الكينونة: «الكون، الكينونة، القديسين، حضورك، تعويذة، الإلهي» وهنا تكون المرأة/عشتار قد اكتمل حضورها كرمز للخصب وكشيء مقدس.


فيما قدم الشاعر محمد العمري قراءة في الكتاب أعرف عدسة هذا الحمدوني قبل أن أدمن السمع إلى قلبه كاهنا في كل زاوية يتصيد مشهدا فوتوغرافيا قفل صدئ على باب في المخيم، وردة يتيمة جبال عجلون، طفل يظهر لون ملابسه الداخلية غبر ثقوب بنطاله، ولهذا لا يعدو غريبا يمتد التصوير وتفاصيل المشاهدات الدقيقة إلى سرديات، كقارئ يمكنك أن تتلمس الزاوية التي وقف فيها ليوثق المعنى.


وقال: قد يبدو لوهلة أن مجل هذا السرد سيرة ذاتية شيئا مثل دفتر اليوميات إذ يمكن أن نلحظ تفاصيل اليومي وأحيانا تفاصيل الحالة ، إنها وجع متلاحق وانكسار وحزن داخلي يطل على الحياة بخطى واثقة.
ومن ثم قرأ الحمدوني المحتفى به وبكتابه نصا بعنوان: «مثلُكِ أنتِ هذا المساء» يقول فيه: «فـي هـذهِ السَّاعةِ أحـدٌ يثيـرُ فـيَّ الـروح ... ينفـخُ فـي روحي ، إنَّهُ صباحٌ أتـوضَّأُ فيه من عيـنـيـكِ ، فـأنـا مـفـتـون، سرقْـتُ بالأمـسِ ضحـكاتِ عـيـنـيـكِ ، ومـا أحــسَــسْـتُ بـذنـب».

 

 

 

المصدر: الدستور

21 Aug, 2021 10:44:39 AM
0

لمشاركة الخبر