Skip to main content

كيف تساعد القوى العقلية في مراوغة التقدم في العمر؟

كان ريتشارد ويذرل بارعًا في الشطرنج براعةً مذهلة، لدرجةٍ لا يضاهيه فيها أحد. لا داعي للدهشة؛ فهذا المحاضر الجامعي المتقاعد كان يستطيع التفكير مسبقًا في ثمانية تحركات معقدة لقطع الشطرنج. ولكن في الأشهر الأخيرة، بدأ ذكاؤه الحاد يأخذ في التراجع. وعندما اكتشف أنه لم يعد يستطيع التفكير إلا في خمسة تحركات مسبقة، تيقن أن شيئًا ما لا يسير على ما يرام حقًّا؛ ولذا رتَّب لزيارة طبيب الأعصاب نيك فوكس في معهد علم الأعصاب التابع لكلية لندن الجامعية. ورغم أن زوجته تجاهلت شكواه، فإن ويذرل أصرَّ على أنه في حاجة للمساعدة. مع ذلك، كشفت سلسلة الفحوص التي أجراها فوكس أنه لا يوجد أي خلل؛ إذ أخضع مريضه لكل الفحوص المصمَّمة لرصد الخَرَف المبكر، وبدا مخه عاديًّا تحت جهاز تصوير المخ.

بعد ذلك بعامين — أي في عام ٢٠٠٣ — تُوفِّي ويذرل فجأة. ولك أن تتخيل دهشة فوكس عندما كشف التشريح عن أن المخ كان مليئًا بلويحات وحبائك، وهي السمة المميزة لمرض ألزهايمر. وأشارت الأدلة التشريحية إلى حالة متقدمة من المرض، مع مستوًى من الأضرار المادية كانت ستودي بمعظم الناس — حال الإصابة بها — إلى حالة من التشوش التام. مع ذلك، كان الأثر الوحيد بالنسبة إلى ويذرل أنه لم يعد قادرًا على لعب الشطرنج بمعايير عالية. فما الاختلاف في حالته؟ وما الذي خفف من وطأة المرض؟

تجربة ويذرل خير مثال على ظاهرةٍ حيَّرت العلماء طويلًا؛ وهي أن الأشخاص الذين يعيشون حياة نشطة على المستوى الفكري، والذين هم أكثر ذكاءً، وأعلى تعليمًا، ويعملون في مهن ذات مكانة بارزة؛ يتمتعون بحصانةٍ تقيهم — بطريقةٍ ما — تدهور الحالة العقلية الذي يصاحب التقدم في السن. وليس المقصود هنا التدهور الناتج عن التقدم في العمر وحسب، ولكن أيضًا عن الإصابات الأخرى، من إصابات الرأس والتسمم بالكحول إلى السكتة الدماغية، وفيروس نقص المناعة البشرية، وألزهايمر، ومرض باركنسون.

يطلق بعض علماء النفس وعلماء الأعصاب مصطلح «الاحتياط الإدراكي» على هذه البطانة العقلية. فيشيرون إلى أنه كلما ارتفع الاحتياط الإدراكي لديك، زاد الضرر الذي يمكن أن تحتمله دون إظهار علامات تدل على تدهور الحالة العقلية. لكن فكرة الاحتياط الإدراكي مثيرة للجدل. والبعض يرفضها واصفين إياها بالأمر البديهي؛ فالأشخاص الأكثر ذكاءً من البداية يقطعون شوطًا أطول قبل أن يتعرضوا للتدهور. ومع ذلك، فإن عددًا متزايدًا من الدراسات تعزز حاليًّا فكرة أن الاحتياط الإدراكي أمر حقيقي.

على سبيل المثال، في السنوات القليلة الماضية، أكَّد علماء الأوبئة أن ذوي التعليم العالي ومستويات الذكاء المرتفعة يتعايشون على نحوٍ أفضل مع المراحل المتقدمة من مرض ألزهايمر. كما أنهم يتعافَوْن من السكتة الدماغية وإصابات الرأس والتسمم بالسموم العصبية وغيرها بسرعة أكبر من الشخص العادي. وفي وقتنا الحالي، يحرز علماء الأعصاب تقدمًا في استخدام أشعة المخ لاكتشاف الأسس البيولوجية للاحتياط الإدراكي. وبالنسبة إلى أي شخص يأمل في التمتع بشيخوخته، فإن مقتضيات ذلك ضخمة، لا سيما إذا كان يستطيع التنبؤ بكم الاحتياط الإدراكي المتبقي لديه، ويمكن حينها اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادته.

شئنا أم أبينا، بعد سن الخامسة والعشرين أو نحو ذلك، تبدأ قدراتنا العقلية في الضعف؛ إذ تصل سرعة معالجة المعلومات والقدرة على حفظ ذكريات جديدة وقوى التفكير والقدرات المكانية؛ إلى أفضل حالاتها في أوائل العشرينيات من العمر، وتبدأ في الانخفاض من هذه المرحلة.

عام ١٩٩٢، راود الشك الأول الباحثين في أن بعض الناس لديهم مخزون طوارئ من القدرات العقلية، عندما دقق ياكوف شتيرن — عالم الأعصاب في مركز سيرجيفسكي في جامعة كولومبيا بنيويورك — في تدفق الدم في أدمغة مرضى ألزهايمر. وأظهر جميع المرضى أعراضًا بالشدة نفسها على الرغم من اختلاف مستويات التعليم لديهم. ولكن على الرغم من تضرر الخاضعين للدراسة جميعهم ظاهريًّا بالقدر نفسه، اكتشف شتيرن وجود اختلافات واضحة من حيث الأضرار التي لحقت ببنية المخ؛ فالأشخاص الذين تلقَّوْا مزيدًا من التعليم كان مرضهم أشرس.

وأشارت النتائج إلى أن نوعًا ما من «البطانة» كان يحمي المرضى الأعلى تعليمًا من شراسة الأعراض السريرية المتوقعة وفق حالة المخ العضوية. وأثبت هذا الأمر منطقية النتائج المذكورة منذ فترة طويلة عن أن بعض الأشخاص الذين كان لديهم كل علامات مرض ألزهايمر في التشريح ظلوا محتفظين بقدراتهم العقلية حتى وفاتهم.

منذ ذلك الحين، تراكمت الأدلة المؤيدة لوجود الاحتياط الإدراكي. وفي عام ٢٠٠١، اكتشف فريق بقيادة لورانس وُولي — من جامعة أبردين بالمملكة المتحدة — أن الأشخاص الأعلى تعليمًا يعانون ضعفًا إدراكيًّا أقل عند مستوًى معينٍ من الضرر في المادة البيضاء، التي من المعروف ارتباطها بتدهور الحالة العقلية في الكبر. وفي عام ٢٠٠٣، اكتشفت شيلي كيسلر — من كلية الطب بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا — أن احتمالات تعرُّض الأشخاص ذوي التعليم العالي لانخفاض حاد في معدل الذكاء بعد إصابة في الرأس كانت أقل.

إذا كان الاحتياط الإدراكي موجودًا، فما ماهيته إذنْ؟ أحد الاحتمالات الواضحة أنه مجرد دالة لحجم المخ؛ فكلما كان حجم مخك أكبر، ازددت قدرةً على التعامل مع فقدان الخلايا العصبية. ويشير إيان ديري — وهو عالم نفس في جامعة إدنبره بالمملكة المتحدة — إلى أن حجم المخ يرتبط بالفعل مع الاحتياط، لكنه يصر على أن الأمر يتعلق بما هو أكثر من مجرد قدرة المخ الاحتياطية. فيقول: «يمتد الأمر لما هو أكثر من المكونات، ويتعلق بالبرمجيات.»

وترى كوليت فابريجول — وهي عالمة نفسية في جامعة بوردو الثانية في فرنسا — أن شبكات المخ مهمة وكذلك حجمه. فتقول: «الأمر الحيوي في المخ هو الطريقة التي يعمل بها؛ آلياته وشبكاته.» وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، عكف فريقها على استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة ما يحدث في مِخَاخ المصابين بمرض ألزهايمر أثناء أداء مهمة إدراكية؛ لمعرفة الدوائر العصبية المشاركة في العمل، وكيفية عملها معًا.

الانتقال للخطة البديلة

اكتشف الفريق أن الأشخاص المتعلمين تعليمًا عاليًا يحسنون استخدام شبكات خلايا عصبية بديلة للتعويض عن تدهور المناطق القشرية المختصة بمعالجة السلوك المعقد والتفكير. وتعتقد فابريجول أن هذا هو ما يتمحور حوله الاحتياط الإدراكي. فتقول موضحة: «بمجرد أن تصاب الشبكة بضرر أو أذًى، فإنها لن تعمل على نحوٍ طبيعي من وجهة نظر الكيمياء العصبية. والأشخاص الأذكياء الأعلى تعليمًا أفضل في استخدام الآليات التعويضية.»

علاوةً على ذلك، تشير نتائجها حتى الآن إلى أن الاحتياط الإدراكي يقبع في منطقة معينة من المخ، هي قشرة الفص الجبهي الظهراني، وهي منطقة حيوية للتحكم في التعلم والذاكرة القصيرة المدى والانتباه واللغة. وتتضح مناطق التعويض تلك في التصوير حتى في بدايات مرض ألزهايمر؛ مما يشير إلى أن المخ يبدأ في الاستفادة من قدرته الاحتياطية.

كما أن شتيرن مقتنع أيضًا بأن الأمر يعود برمته إلى قدرة المخ على الانتقال إلى الخطة البديلة، فيقول: «إن ما يمنح الأشخاص أصحاب الاحتياط العالي ميزة هو القدرة على استدعاء هذه الاستجابة التعويضية؛ فهم معتادون على إشراك هذه الشبكات في إدراكهم، ويستطيعون فعل ذلك بسهولة أكبر.»

ولكنه يعتقد بوجود عنصر آخر في الاحتياط الإدراكي، وهو كفاءة معالجة المعلومات؛ فقد فحص مِخَاخ المتطوعين صغارًا وكبارًا بينما يؤدون اختباراتِ ذاكرةٍ تزداد صعوبتُها تدريجيًّا، ليرى كيف تتغير مستويات النشاط في مِخاخهم بينما ينتقلون من مهامَّ سهلةٍ إلى مهامَّ أصعب. واكتشف أنه كلما كان معدل ذكاء الشخص أعلى، قل الجهد الذي يبذله مخه من أجل إنهاء الاختبارات، وكان من السهل على مِخَاخهم — كالسيارة ذات المحرك الأقوى — زيادة سرعة الأداء. ويخمن شتيرن أن هذه الكفاءة العقلية يمكن أن تلعب دورًا في الاحتياط الإدراكي، من خلال مساعدة الأشخاص ذوي معدل الذكاء العالي في التعايش عند مواجهة تلفٍ أو مرضٍ في المخ. ويضيف: «امتلاك شبكات أكثر كفاءةً يجعل هؤلاء الأشخاص في وضع أفضل عند مواجهة الشيخوخة أو الأمراض.»

إذنْ، يبدو وكأن هناك طريقتين لدى أصحاب الاحتياط الإدراكي الكبير لتعويض آثار الشيخوخة أو تلف المخ: إما أنهم يستخدمون شبكات بديلة، وإما أنهم يزيدون من كفاءة الشبكات الموجودة بالفعل.

من قبيل التناقض إذنْ أن تتدهور حالة الأشخاص ذوي معدل الذكاء المرتفع أو التعليم الجيد أو الإنجاز المهني تدهورًا سريعًا على نحوٍ غير عادي، حالما تُشخص إصابتهم بالخرف. على سبيل المثال، فحص شتيرن تأثير مرض ألزهايمر على ذوي التعليم الجيد، ووجد أنهم يموتون بعد التشخيص — فيما يبدو — أسرع من الأشخاص الذين لم يحصلوا على تعليم جيد.

ولكن يشير عالم النفس مايكل راتر — من معهد الطب النفسي في لندن — إلى أن هذا يتوافق مع فكرة الاحتياط الإدراكي، ويقول: «الأمر ليس أن ذوي التعليم العالي الذين يعانون من مرض ألزهايمر تتدهور صحتهم على نحوٍ أسرع.» ولكن — هكذا استطرد — ما يحدث هو أنه بحلول وقت ظهور الأعراض، يكون هؤلاء الأشخاص في مرحلة متأخرة نسبيًّا من المرض. فإذا قِست تقدُّم المرض من خلال اللويحات والحبائك، فإنهم يكونون في حالة سيئة بالفعل. وما دام لديهم الاحتياط الإدراكي مُخَزَّنًا، فإن الأعراض الخارجية لا تكون واضحة. ولكن يتطور المرض بصرف النظر عن ذلك، وبمجرد أن ينفد مصدر هذه الحماية الإضافية، يكون التراجع الخارجي في الصحة مفاجئًا. وقصة ويذرل خير مثال على ذلك؛ فيقول مايكل مارموت، المتخصص في علم الأوبئة من كلية لندن الجامعية: «في الوقت الذي لم يستطع فيه ارتداء ملابسه بنفسه، كان على شفا الموت.»

مع تزايد الأدلة الداعمة لفكرة أن الاحتياط الإدراكي شيء مفيد مرغوب فيه — وبأكبر قدر ممكن — فإن السؤال التالي هو كيفية الحصول عليه. هل الأمر مجرد مسألة حظ، أم من الممكن تعزيز الاحتياط الإدراكي لديك؟

وفقًا لمتخصص علم الأوبئة في كلية لندن الجامعية، ماركوس ريتشاردز، فإن تكوين احتياطٍ إدراكيٍّ هو مشروع ممتد مدى الحياة، وكلما بدأنا في وقت مبكر، كان ذلك أفضل. ويضيف ريتشاردز — الذي كان يدقق النظر في بيانات دراسة كبيرة أُجريت على أشخاص من إنجلترا واسكتلندا وويلز، وُلدوا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرةً، وهم المعروفون باسم جيل ١٩٤٦ البريطاني: «يوجد عدد هائل من العوامل التي تشكِّل الوظائف الإدراكية وتطورها على مدار حياتنا، ولكن بعضها دفعني للتفكير في أنها أكثر أهمية.»

اكتشف ريتشاردز أن الطبقة الاجتماعية والمهنة والتعليم في سن ٢٦ عامًا تساعد في تشكيل القدرة الإدراكية في سن ٥٣ عامًا. والاستنتاج المشجع هو أن التعليم يُحدث فارقًا في الأداء الإدراكي لاحقًا في الحياة، وهذا يعادل — على نحوٍ شبه مؤكد — امتلاك احتياط إدراكي أعلى. فيقول ريتشاردز: «للتعليم دور في ذلك.» ويتفق شتيرن مع هذا الرأي، فيرى أن التعليم قد يكون حيويًّا في تدريب الناس على استخدام شبكات عقلية بديلة تمكِّنهم من تعويض الضرر أو المرض. ويشير قائلًا: «الاحتياط الإدراكي ليس شيئًا تولد به؛ إنه شيء يتغير، ويمكن تعديله على مدار الوقت.»

مع ذلك، يحتل التعليم المنزلة الثانية بعد الذكاء. فأفضل العوامل المتنبئة بالقدرة الإدراكية في منتصف العمر هو حاصل الذكاء في سن الثامنة. والذكاء موروث إلى حدٍّ كبير. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه من الصعوبة بمكانٍ الإفلات من الاحتياط الإدراكي الذي تمنحه لنا جيناتنا الوراثية.

ووفقًا لديري، من الممكن زيادة القدرات العقلية لتتجاوز القدرات المحتملة في طفولتك. وحلل هو وريتشاردز مؤخرًا نتائج «دراسة العقل الاسكتلندية»، التي تتبعت مجموعة من مئات الأطفال الذين وُلدوا في عام ١٩٢١ وخضعوا لاختبار حاصل الذكاء عند سن ١١ عامًا ثم مرة أخرى في سن ٨٠ عامًا. فوجدا أنه بالرغم من أن درجات اختبار حاصل الذكاء في سن ١١ عامًا كانت مؤشرًا قويًّا لنتائج الاختبار اللاحق، فقد تمكَّن بعض الأشخاص من تحقيق زيادة كبيرة في معدل ذكائهم. ويقول ديري: «يوجد شيءٌ ما يدفعهم لتجاوز النتائج التي حققوها والنتائج التي يُتوقَّع لهم أن يحققوها على أساس قدرات الطفولة.» ومن المرجح أن يتمثل هذا الشيء في التعليم والحالة الاجتماعية والاقتصادية. وعلى نحوٍ مماثل، في سبتمبر من هذا العام، نشر روس آندل وجيمس مورتيمر — من جامعة جنوب فلوريدا في تامبا — دراسة باستخدام بيانات حصلا عليها من سجل قيد التوائم السويدي، والتي اكتشفا فيها أن الأشخاص الذين يعملون في مهن معقدة كانت لديهم حصانة إلى حدٍّ ما من مخاطر الخرف ومرض ألزهايمر.

ولا تزال الفرصة — مهما كبرنا — قائمةً؛ إذ أصبحت مكافحة الشيخوخة بالتمارين العقلية جزءًا من فلكلور مكافحة التقدم في العمر. وتوجد الآن أدلة على أن النشاط العقلي يحمي الأشخاص حقًّا من التدهور المرتبط بالعمر. فعلى سبيل المثال، في ديسمبر ٢٠٠٤، نشر شتيرن وزملاؤه دراسة في دورية «نيورولوجي» تبين أن الأنشطة الفكرية مثل القراءة يمكن أن تقلل من شدة أعراض ألزهايمر. وفي الوقت نفسه، تشير الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، والتجارب الضيقة النطاق التي أُجريت على البشر؛ إلى جميع أنواع الطرق الأخرى المُستخدمة للحفاظ على مستوى الأداء الإدراكي أو حتى تحسينه؛ ومن ثَمَّ تحسين الاحتياط الإدراكي (انظر «الحفاظ على المخ»).

إنَّ النشاط العقلي ليس الشيء الوحيد الذي له دور في ذلك؛ فالنتائج الأولية التي قدمها الباحثون في كلية ترينيتي الجامعية في دبلن بأيرلندا — الذين يتابعون مجموعة ممن تعدت أعمارهم ٦٠ عامًا أثناء مشاركتهم في برنامج تمارين رياضية لمدة أربعة أشهر — تشير إلى أن النشاط البدني يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا. ووفقًا لإيان روبرتسون — الذي يترأس فريق الدراسة — فإن ممارسة التمارين الرياضية لها تأثير ملحوظ على أدائهم العقلي.

ويعترف شتيرن وفابريجول أنه لم تتحدد بعدُ التمارين المعزِّزة للمخ التي تعمل على أفضل وجه لتكوين الاحتياط الإدراكي، لكنهما يعتقدان أن أي نشاط يحفز عملية المعالجة العقلية — وإن كان شيئًا عاديًّا مثل مقابلة الأصدقاء أو أعمال البستنة — قد يكون له دور. بينما هناك من هم غير مقتنعين بأن الأمر بهذه البساطة. وتقول المتخصصة في علم الأوبئة في جامعة كامبريدج كارول براين: «هذه نتائج مشجعة ونقطة انطلاق ملائمة. لكننا بحاجة إلى مزيد من الأدلة والتجارب المهمة الأكثر دقة قبل أن نؤكد نجاحها عمليًّا.»

ومع ذلك، بدأت جمعية ألزهايمر الأمريكية بالفعل في تشجيع الناس على تكوين الاحتياط الإدراكي لديهم؛ ففي مجتمع يواجه قطاعًا من السكان الطاعنين في السن — والذي يتحتم فيه أن يصبح الخرف وألزهايمر ومرض باركنسون أكثر شيوعًا — لا يمكن أن يسبب ذلك أي ضرر؛ فبعد سن ٦٥ عامًا، يتضاعف خطر الإصابة بالخرف كل ٥ سنوات، ويعاني نحو ٢٥ بالمائة من السكان فوق سن ٨٥ عامًا من الخرف. وأية طريقة لتقليل أثر هذه الأمراض سوف تكون لها فوائد هائلة. فيقول شتيرن: «هذه الطريقة تضاهي في قوتها أي دواء سنبتكره لوقف تقدم مرض ألزهايمر.»

الحفاظ على المخ

تشير الدراسات التي أُجريت على الحيوانات والتجارب الضيقة النطاق التي أُجريت على البشر إلى أنه ربما يوجد العديد من الطرق لتكوين احتياط إدراكي أكبر، على الرغم من أن كل هذه الأساليب لا تزال غير مثبتة النتائج:

تنبَّه وكن يقظ العقل: يكوِّن النشاط العقلي احتياطيات من خلايا وشبكات المخ تحمي من التدهور المرتبط بالتقدم في العمر. احصل على وظيفة صعبة، ولا تجلس خاملًا أمام التليفزيون، بل اقرأ أو حل الكلمات المتقاطعة.

حافِظ على لياقتك: تحافظ التمارين على تدفق الدم وربما تؤدي إلى تكوين خلايا مخية جديدة. كما تعمل تمارين تقوية القلب والأوعية الدموية على تحسين الوظائف التنفيذية للمخ وتحافظ على المادة البيضاء والمادة الرمادية.

تجنَّب الضغط العصبي: الأشخاص الذين يحققون نتائج عالية في سمة شخصية تسمى العصابية يسجلون معدلًا أسرع في التدهور الإدراكي وارتفاع في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

اتبِع نظامًا غذائيًّا سليمًا: النظام الغذائي الغني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (الموجودة في الأسماك وزيت الزيتون)، وفيتامين ﻫ، والبوليفينولات، ومضادات الأكسدة (الموجودة في الحمضيات والفواكه والخضراوات الداكنة اللون)؛ قد يؤدي إلى إبطاء التدهور الإدراكي. ولا تغفل تجنُّب الدهون المشبعة.

لا تُغيِّب عقلك: لا تدخن وأقلع عن الكحوليات ولا تتعاطَ العقاقير لأسباب غير طبية.

25 Dec, 2015 08:20:40 PM
0

لمشاركة الخبر