Skip to main content
مكافأة ميلاد كيفي

وولي سوينكا (ولد في. 13 يوليو 1934) كاتب نيجيري حائز على جائزة نوبل للأداب عام 1986. يعده البعض أفضل كاتب مسرحي في أفريقيا قاطبة. ألقي القبض عليه لتزعمه مظاهرة احتجاج شعبية ضد حكومة الرئيس أوباسينجو؛ لفشلها في مكافحة الفساد والجرائم، ومطالبته بدستور جديد للدولة إلا أنه أفرج عنه.

كتب وولي سوينكا هذا القصة عندما كان في التاسعة عشر من عمره.

"سأبلغ العاشرة في الغد". كيفي مخاطباً نفسه، بينما يستلقي على سريره محدقاً بسقف بيته في يابا. نعم بالتأكيد كيفي الصبي سيبلغ العاشرة من العمر في اليوم التالي.

لقد تلقى بالفعل العديد من الهدايا مسبقاً وكان متأكداً بأنه سيتلقى المزيد في الغد، وأخيراً، ستكون حفل مولده في السابعة مساءً. لكن مع كل الهدايا التي وصلته، لم يلامسه سوى كتاب أرسله أخيه الكبير من أنجلترا، مع الهدايا الصغيرة التي وُعد بها. كانت الهدية الأكثر إثارة لنفسه، كتاب يحوي على صور ملونة بشكل جميل لحيوانات في مبنى حديقة الحيوان الجامعية. بقدر ما كان كيفي متشوقاً.

إيبدان كان مجرد شارع في لاغوس. لذلك بعد الفطور في اليوم التالي، ذهب لأقرب محطة وقوف الحافلة وأخذ معه محفظة تحوي مصروف أسبوع كامل. تاركاً رسالة لوالدته يبلغها بذهابه على أن يعود قبل الحفلة. لم يكن كيفي يدرك أن أيبدان مدينة كبيرة وعلى بعد مئات الأميال من لاغوس. كان قد قرأ عن حديقة الحيوان في المبنى الجامعي في ملحق الصحيفة المخصص للأطفال. وقد قرر في يوم ما أنه سيذهب ويرى بنفسه. يبدو أن الحظ يرافق كيفي، إذ كان واقفاً في انتظار الحافلة، حين رأى ونشاً يقطر مركبة كتب على بابها "كلية إيبادان الجامعية" -أكان يحلم؟- جرى كيفي على الفور باتجاه السائق متوسلاً إليه بأن يقله، لكن حين صعد للمركبة بدأ قلبه يدق، كانت المركبة بالاتجاه المعاكس للسائق إذ كان السائق يدير ظهره لها، بدأ قلبه يضرب أكثر. الباب الخلفي للمركبة كان مفتوحاً، كم كان من المثير الصعود للداخل والبقاء هادئاً ثم مفاجأة السائق عندما يخرج من المركبة فور وصوله للكلية، وهذا ما فعله كيفي!. استلقى على أرض المركبة وانتظر السائق حتى ليشغل محرك السيارة قريباً حتى جاء صوت السائق و صوت رجلاً آخر وبدا أنهما صعدا للجزء الخلفي من المركبة، يحملان شيئاً ما، ثقيلاً، لم يتجرأ كيفي على النظر خوفاً من أن يُكشف أمره، سمع السائق يقول: "أرفعها فقط، وارميها بالداخل" ما الذي سيرمونه، أيكون صندوقاً، هل سيرمونها مباشرة عليه؟ لنفترض أنه شيء ثقيلا وألقي عليه، هل سيٌكسر عظامه؟ أو قد يكون حيواناً جديداً لحديقة الحيوان لنفترض أنه نمر، للتو أخٌرج من الغابة. كيفي المسكين أخذت ركبتيه تدق، وبدا نادماً على فكرة المغامرة برمتها، أيجب عليه أن يصرخ؟ وقبل أن يعدل عن رأيه، رمى الرجلان الشيء في الداخل، كانت عجلة المركبة ولحسن الحظ لامست جزءاً صغيراً من ظهر كيفي، لم ينظر السائق حتى لداخل المركبة وأغلق بابها. ثم ذهب لمقعده وقاد.

بعد نصف ساعة - سحبت المركبة لداخل مكان بدت وكأنها مزرعة كبيرة ، شاهد كيفي السائق يترجل وبعد مدة تسلل للخارج، رأى أبقاراً ترعى في الحقول والعديد من الطيور في منازل صغيرة خصصت لها، حظي بمتعة لا تضاهي. للمنازل خطوات أرضية تقود إلى الحقل، ثم نما لدى كيفي فضول كبير لسيارات تسمى (دراكتور) الجرارات. لهذا الجرارات مجراف حديدي، عجلات ضخمة، قواطع حديدية ومخالب صنعت لاقتلاع الأرض وقطع الأشجار. لم ير إلى الآن أي حيوانات بريه ضارية، حينما كان يتفحص بعينه، رأى الموظف العام وسأله أين يعيش وماذا يريد، أجابه كيفي، ثم انفجر الموظف ضاحكاً، بعد فترة طويلة من الضحك الشديد قال لكيفي: "حظك سيء أيها الصبي" النمور والأسود والغوريلا أخذت بعيداً في إجازة وسيعودون بعد أسبوع " هل ستعود حينها؟". وعد كيفي بأن سيعود بعد أسبوع، ثم أخذه الرجل اللطيف ووضعه مباشرة على عتبة باب منزلة.

لقد أمضى ساعتين فقط خارجاً، عندما راوده شعور. مؤكداً لوالدته بأنه كان في حديقة الحيوانات في مبنى الجامعة وأنه كان في مغامرة. انفجرت والدته ضاحكة، فوجئت لرؤيتهِ هكذا تساءل "لماذا تضحكين ؟".

أجابته "لقد كنت محظوظاً، لم يذهب السائق مباشرة إلى إيبدان، لم تكن تلك حديقة الحيوان الجامعية، كانت محطة أجيج الزراعية".

"المرة القادمة سأذهب حقاً إلى حديقة الحيوانات". وعد كيفي نفسه.

15 Apr, 2017 11:00:21 AM
0

لمشاركة الخبر