Skip to main content
غرفة التظهير لرولان بارت

«ليس لأن الصورة غير أخلاقية، وغير دينية أو شيطانية (كما قال ذلك بعضهم عندما اختُرع التصوير)، ولكن لأنها معممة، فإنها تلغي واقعية العالم الإنساني للصراعات والرغبات تماماً، تحت غطاء إبرازها، ولذا فإن ما يحدد سمة المجتمعات التي يقال إنها متقدمة، هو أن هذه المجتمعات تستهلك اليوم صوراً، ولا تستهلك عقائدَ كما كانت المجتمعات في السابق، إنها إذن، مجتمعات أكثر ليبرالية، وأقل تعصباً، ولكنها أيضاً مجتمعات أكثر «زيفاً» (وأقل «أصالة») - وهذا شيء نترجمه في الوعي الجاري بالاعتراف بما يتركه الملك الغثياني من انطباع، كما لو أن الصورة حين تصبح كونية، تنتج عالماً بلا فوارق (غير مبالٍ)، وحينئذ فإنه لا يمكن إلا أن ينبثق هنا وهناك صراخ الفوضوية، والتهميش، والفردانية قائلاً ألغوا الصور، أنقذوا الصورة المباشرة (لا للوساطة)».

من كتاب النقد السينمائي «غرفة التظهير»، الصادر أخيراً عن #دار_نينوى في دمشق، ترجمه د. منذر عياشي، عن مؤلّفه بالفرنسية رولان بارت، الذي عُرف كفيلسوف وناقد أدبي وأحد أهم روّاد علم الإشارات في العالم.

31 May, 2017 05:57:51 AM
0

لمشاركة الخبر