المناسبات بين السور والآيات
إن القرآن الكريم كان ولا يزال كتاب الأمة الخالد ودستورها الفريد، منه تستمد أخلاقها وتشريعاتها، ومنه تجد طمأنينتها وملاذها، وبفضله أزدهرت علومها ومعارفها، فترسخت علوم اللغة العربية بفروعها كافة، وقامت على أساسه علوم القرآن بكل فنونها، ونما في أحضانه علم الأصول والفقه وغيرهما.
إن عظمة القرآن وخلوده تتجلى أساساً في بيانه المعجز وإعجازه البين، فإن من إعجازه أن يظل معيناً تتوارد عليه الاجيال جيلاً بعد جيل ثم يظل أبداً –رحب المدى سخي المورد، لذلك فإن ما أشتمل من الإعجاز ليقوم حجة قاطعة، ومعجزة ساطعة على بني الإنسان، وكلما تقدم الإنسان في العلم المادي وتعمق في البحث العلمي، تكشفت له من وجوه إعجازه ما يخرس الممترين، ومن ساطع براهينه ما يثمر الطمأنينة ويعزّز اليقين.