الاستعارة في القرآن الكريم أنماطها ودلالاتها البلاغية
إن تفرد النص القرآني في أسلوبه وبنيانه الجمالي والبلاغي من الحقائق الخالدة التي تستغني بنفسها عن إقامة الدليل، فهو نسيج وحده في تراكيبه ومعانيه وأسراره البلاغية... وقد صيغت تلك التراكيب القرآنية من الأداة نفسها (اللغة) المستعملة عند العرب ( )، ومع ذلك فإن التراكيب القرآنية انفردت وتميّزت في خصائصها البلاغية البيانية عن أي عبارة أو تركيب أدبي آخر، فهي قد بنيت "بطريقة مفردة خارجة عن العادة لها منزلة في الحسن تفوق به كل طريقة" ( ) من طرق التعبير البياني الأصيل.
فلا عجب ان ترتبط البلاغة العربية بوصفها علما من علوم اللغة العربية المهمة ارتباطاً وثيقاً في ولادتها ونموها بالبلاغة القرآنية وهي تمثل الذروة في الخصائص التعبيرية والتصويرية التي تفردت بها نصوص القرآن الكريم على نحو معجز. فالدرس البلاغي قد نما وازدهر في ظل القرآن وبوحي منه، وظل نسع وجوده يتغذى منه من جانب، ويسدي الخدمات الجليلة لنصوصه الكريمة من جانب آخر.