رواية الأرض والتاريخ والهوية
تتقدّم الراوية اليوم بوصفها الفن الكتابي الأكثر تداولاً في مجتمع القراءة في الوطن العربي والعالم أيضاً، ففي الوقت الذي كان يوصف الشعر بأنه ديوان العرب في الثقافة العربية القديمة فقد تحوّلت الرواية الآن لتصبح ديوان العرب بدلاً من الشعر، وقد تنوعت أساليب الكتابة الروائية وأشكالها ومضامينها وحالاتها على نحو غزير، حتى أن الكثير من المدافعين عن هيمنة الرواية باتوا يعتقدون أنها تمثل جنساً أدبياً مستقلاً وليس نوعا من أنواع السرد القصصي بحسب التقسيم الأجناسي التقليدي، وحين النظر إلى الرواية بوصفها عالما سرديا متكاملا يجب البحث في طبيعة البناء التشكيلي الروائي، إذ لا يمكن فهم أي عمل روائي من دون معرفة آليات تشكل هذا العمل على المستويات كافة.