لولا رئيس التحرير
في زمن كانت به أوربا تضع الضوابط وتقولب الأشياء كما يحصل عندنا الآن رفض المعهد الفني طلبا لهتلر يوم أراد الانتساب إليه, وبذلك الرفض قُتل طموح هتلر الفني فاتجه إلى العسكرية وتسبب بمقتل أكثر من عشرين مليون إنسان. لست أنا هتلريا لكنني أتعاطف معه إن صحت الحكاية, فبسبب الضوابط أيضاً والقوالب المتبعة في شرقنا الأبدي تأخرت أكثر من عشرين سنة عن الوقوف على خط الشروع الذي انطلق منه كثير من الكتاب, أولئك الذين هم من جيلي, وبينما أرى تزايد نفوس عوائل إصداراتهم خلال سنيني المهدورة, لازلت أنا ابحث عن وليد يحمل اسمي. وكما العشاق رحت انزوي بدفاتري في نوادي الكتابة على استحياء, أخادع الزمن خشية افتضاح أمر تهيؤي للانطلاق على كِبَرٍ من خط شروع لم يمنعني من الانطلاق منه سابقاً سوى ضوابط وقوالب أوهمت حينها بأنني لست على مقاسها, لاكتشف بعد ضياع السنين أن لا مقاسات للكتابة غير تلك التي تنال رضا القراء.