Skip to main content
نبذه عن الكتاب
التنافس الأمريكي الصيني تجاه قارة أفريقيا بعد الحرب الباردة " السودان إنموذجا "
No votes yet
كانت القارة الأفريقية مجالاً للمنافسة بين القوى الكبرى لحقب طويلة، فقد بدأ الاحتكاك الأوربي بأفريقيا عن طريق المستكشفين والتجار والبعثات التبشيرية منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وفي أواخر القرن التاسع عشر تدافعت القوى الأوربية للسيطرة على القارة الأفريقية فيما أطلق عليه: (التكالب الإستعماري على أفريقيا) الذي كرسه مؤتمر برلين عام 1884م بوضع القواعد العامة لتأسيس مناطق الهيمنة للقوى الأوربية الرئيسة (بريطانيا، فرنسا، بلجيكا، وألمانيا) في القارة الأفريقية. وفي أواخر الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين بدأت الدول الأفريقية تحصل على إستقلالها تباعاً، وعلى الرغم من تراجع أهمية القوى الأوربية التقليدية ومكانتها، التي كانت تسيطر على أفريقيا، إلا أن التنافس الدولي في القارة إستمر مع تغير الفاعلين الرئيسين، ففي ظل نظام القطبية الثنائية الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية حلت الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي محل القوى الأوروبية التقليدية مع إعتراف الولايات المتحدة بمصالح تلك القوى في القارة الأفريقية، فقد إنتقل الصراع بين القطبين في مرحلة الحرب الباردة إلى الساحة الأفريقية، لكن إهتمام القطبين بالقارة في تلك المدة تركز على محاولة إستقطاب الدول الأفريقية بهدف العمل على زيادة كل طرف لنفوذه وإحتواء الطرف المضاد.