نزل القرآن الكريم على قوم أصحاب لغة راقية وأدب رائع، وكان له الأثر في توجيه مجريات الحياة وتطور نواحيها، وكان معيناً لا ينضب للخطباء والمتكلمين، والشعراء، ورافق ذلك وجود شعراء فحول تلقوا آياته وألفاظه وتراكيبه شأنهم شأن الناس جميعاً. ما بين معارض أو موافق، معجب أو ناقم، ولكنهم في أحوالهم تلك سلباً أو إيجاباً عايشوا التنزيل وشاهدوا مجريات الأحداث على الواقع الملموس، فهل كان لهم من تأثر به؟؟ وهل كان للقرآن الكريم من أثر فيهم؟. ثم تلا هؤلاء شعراء فتحوا أعينهم على آيات تقرأ، وسور تتلى وأحكام، وعقائد استقرت في نفوس الأمة، والمجتمع. فما أثر ذلك عليهم؟ وإلى أي حد وصل ذلك التأثر؟ وما أثر القرآن الكريم على هؤلاء الشعراء؟ وأولئك الذين تلوهم في حقبتين زمنيتين متتاليتين؟ هل استلهموا أسلوبه وصيغه وأفكاره ومعانيه؟ أم أنهم حاكوها محاكاة شكلية لم تصل إلى الأعماق؟. هل ظهر عندهم ظاهرة واضحة متأثرة بالقرآن الكريم في فترة التنزيل؟ أم كانت تعويماً حول أفكار محدودة دون الخوض في أفكاره وأسلوبه ومعانيه وتراكيبه؟؟. تحاول هذه الدراسة الإجابة عن كثير من تلك التساؤلات، وتبرز دوره العظيم في الشعر وأساليبه ومعانيه ولغته، كما تحاول الإجابة عن مقدار ومدى ذلك الأثر والتأثر وطريقة الاستلهام لألفاظه وتراكيبه وصوره ومعانيه.
تأثير القرآن الكريم في الشعر حتى نهاية العصر الأموي