أسفل النهر
ذات خشوع باذخ في نوافذ الروح، وصعود جارح في معارج لأسئلة في تخوم الذاكرة، وزفير شاهق لصهيل الصمت في الحجر، ونواح الضوء في الفجر، وعواء الغيم في عز المطر، غفا حبر المرحلة في دواة المعنى؛ هجع صوت الذّات لِلذَّاتِ ولِلَّذَّاتِ في ناي القصيد، فصحا في مها العتوم نبض حرف جسور إذا ما نبا أقعت الحرب أوزارها صاغرةً للحب، فأذّنت لشمسه، وكبّرت لبيادره، وصلّت لجذوة عنبه، فكانت مجموعتها «أسفل النهر»؛ حيث تعالت على نعسة الورد في بوح الأصابع، وتسامت على بحّة الجسد في ظمأ الآخر، وأشاحت أذنها عن أنين السراج إذ تخذله مواويل العناق، وشرعت تضفر جدائل الحب بمكر عرّافة غجريّة ملتوتة بيقين الضوء في عتمة البئر، وأن لا يد سفلى أو عليا في منطق الحب وشريعته، وأنّ ناره دثارٌ من برد وسلام: ولا فوقَ في الحُبّ لا تحت لا بين لا شيء إلا النّبوّة يا نارُ كوني سلاماً، وبردا ويا ناره دثّريني