أشعر أني غيري
في الشعر لا نقول الأشياء بحالتها الراهنة، بل نذهب إلى ما يتجلى في مرايا الروح، وحينما ننحى للصوفية في النص، فإن كل كلام لا يؤنث يغدو باطلاً. وهنا يتحول الكلام من وسيلة للتواصل إلى أوراد -جمع ورد- للوصال، وتتحول المفردات من كلمات إلى رموز، علامات، إشارات، مقامات، شفرات بين الذات والذات. وتصبح النصوص مجموعة من الأسرار التي تصل بين المريد والمراد، وميزة هذه الأسرار، أنها تتخير لغة خاصة، صافية، تتشبع بمعارف انبنت وفق تجربة العاشق الوجدانية في جوانب لا يراها الآخرون للمعشوقة" مما جاء في الديوان: الذاكرةُ المخرومةُ لَمْ يبقَ منها، إلا عطرُ المريولِ الأخضـر فالأشـياءُ المنسـيةُ تسقطُ في فخِّ براءتِها ثمَّ سـريعاً يعلوُ فوقَ نضارتِها اللَّونُ الأسودُ، وبكاءٌ وطلولْ .