بقايا عطر
في بقايا عطر يحضـر الشاعر في مواكب مهيبة من النوارس، والحساسـين، والسنونوات، والياسمين، والنسـرين، والخزامى، وعطر الشانيل، والبحر، والليل، فهو يؤمن مثل غيره من الشعراء بأن الطبيعة هي الملهم الأول لهم، وترافقهم مظاهرها طوال حياتهم، ومنها يستوحون تجربتهم الشعرية، وأنها تشاركهم حالاتهم النفسـية، فنراه في قصائد كثيرة يلقي أحزانه وهمومه في أحضانها، ويبثها آلامه، ويتخذ من بعض مظاهرها مستودعا لأسـراره، ومجالا رحبا لانطلاق خيالاته وأحلامه: مع قهوتي للياسمين حكاية فيها حنين محزن ووجيع لم أهده يوما لغير حبيبتي فالياسمين لأجلها مزروع لا تحسب الماسات فيه من الندى للياسمين مشاعر ودموع .