دولة الكلاب العظمى
تتعرض هذه الرواية لما يعيشه العالم العربي من حروب وصراعات، وتكشف كيفية إحداث الثغرات وتشويه الحقائق والتلاعب بالعقول. وتستوحي الكاتبةُ حبكتَها من الوقائع التاريخية والأحداث السياسية والاجتماعية، وتعكس نقداً لمجرياتها بشكل يتّخذ من الرمز مدماكَ بناء، ومن الغموض والترقب مادةَ تشويق. هذا العمل المصاغ ضمن إطارَين زمانيّ ومكانيّ محكمَين، يستثمر الرمزَ وفق وعيٍ بأهمية تفاعُل الشكل والمضمون بما يخلق نوعاً من التوازن بين العناصر الجمالية للشكل والمحددات الفنية للرمز. ويحيل الرمزُ إلى دلالاتٍ تثير فيوضاً من الأسئلة، كلُّ إجابةٍ على أحدها تشعلُ سؤالاً جديداً، وهكذا في متواليةٍ تقودنا ببراعةٍ لنعيش الأحداث ونعايشها. السؤال الذي يتبادر للذهن منذ البداية؛ مَن يسكن البيتَ المهجور؟ وبعد أن تكشف الرواية جزءاً من شخصيات الساكنين، يقفز السؤالُ الثاني: ماذا تفعل هاته النسوة في بيتٍ مهجور؟ وعندما يمسك القارئ بطرفِ الإجابة يكتشف أن البطلاتِ لسنَ سوى مسوخٍ بشرية؛ كلّ واحدة لها وظيفة تدميرية محدَّدة، وهن يتحايلن على هذه البشاعة بأقنعة الجمال. من أين جاءت هذه المسوخ؟ ما الذي تريده؟ وكيف تتخلص «حليمة»؛ مديرة المدرسة المتفانية في عملها والتي تحاول اكتشاف أسرار البيت؛ من براثن عالمهن؟ هذه الأسئلة وسواها تواجهنا بها الرواية ونحن نجتازُ دروبها المدهشة.