شتاء قارس الحنين
إلى كل من يعشق الوحدة ولطالما كان منعزلاً عن الآخرين إليك هذه الكلمات ربما تفي بالغرض بها، وتلك الحقائق التي أتَجاهلها، ربَّما حان الوقت لأراها جيِّداً، وربَّما بشكلٍ أو بآخر عليَّ أن أدركَ مدى أنانيّة الأشخاص، أن أنضجَ أكثر، أو حتى أن أتعفَّن. - بقي أسبوع لعمليّة بنسبةِ نجاحٍ ضئيل، وأنتِ تضحكين هنا؟ أخبريني، بربكِ، ما الذي يجري معكِ! أذكرهم وكأنَّهم أمامي الآن، لكنّي لا أستطيع الاقتراب، أذكر الكثير، الكثير مِن الرّاحلين، الكثير مِن المصدودين، لكن كلّ شـيء انتهى، أتتوقّع أن أكتئب أو أحزن الآن، أتدري؟ أعتقد أنني عشتُ ما يكفي. دعكَ من كلام الأعمار ذاك، فكما ترى، هذا الجيل قد عاش الكثير، أكثر ممّا سبقه، كما أعتقد! تعرَّفنا بطريقة مُضحكة نوعاً ما، أتذكَّر، بعدَ العمل أقصد، تعرُّفنا الحقيقي... - نتمشّى في الشّارع لألتقي بكِ، جالسة على أحد المقاعد في الطريق ومهمومة جداً، كانَ الجميعُ يسألني حينَ تُخْفين أمراً وكأنّي العالِمُ بأمورِك، لطالما كانوا يحادثونني عنكِ ويسألون في كلِّ مرّةٍ يدعوهم الفضول، لسببٍ لا أدري ما هو، لم أكن قد أخبرتُ أحداً عن شعوري تجاهكِ بعد..