رحلتي مع الدعوة
يسعى كل من سجل رحلة حياته أن يبدع في كتابتها؛ بوصف الزمان والمكان والأحداث مع ما يطلقه خياله ليقدم رحلته في أجمل صورة.
فكيف إن أردت أن اكتب عن رحلتي إلى الله عزوجل، ومع الله، وفي الدعوة إلى الله؟
إنني أكتب كل حرف وروحي ترتقي إلى السماء فرحا بهذا الاختيار الرباني لي، والتوفيق من الله عزوجل الذي هيأ لي أحبابا أعانوني في هذه الرحلة.
وكل رحلات الدنيا تنتهي بانتهائها، وقد تنتهي بمرارة وخسارة، لأن لذتها تزول بزوالها، وتبقى ذكراها فحسب، أما الرحلة إلى الله فإننا نبدؤها في الدنيا ونكملها – إن شاء الله- هناك في جنات الفردوس حيث نجد ثمراتها الطيبة فوق ما نتصور، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، فضلا من الله ونعمة على ما كان من صالح العمل في هذه الدار.
إنها رحلة تحقق السعادة في الدارين.
إنها رحلة ابتداؤها: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [الأنعام: 79] .
وزادها: الجد والاجتهاد والصبر والتضحية.
نعم، حين بدأت الرحلة صار للحياة هدف، ورسمت للنهاية غاية، فابتدأ عهد النشاط والعمل وبذل أعلى الجهد، والصبر على ما نلاقي، والرضى بما يقدر الله لنا، وتحقيق العبودية لله، والإخلاص لنحقق النتائج النهائية لهذه الرحلة.
والحمد لله الذي أعانني ووفقني وسددني، فهو الذي بيده كل شيء، وعنده خزائن كل شيء، وأدعوه أن يختم لي بخير ويجعل عاقبة أمري خيرا، وأن يتقبل مني ما قدمته في هذه الرحلة المباركة.