مئوية الدولة ومكامن القوة في الموقف الأردني تجاه القضايا العربية والدولية
مئوية الدولة ومكامن القوة في الموقف الأردني تجاه القضايا العربية والدولية
هي المئوية الأولى التي تمر على المملكة الأردنية الهاشمية منذ تأسست عام 1922 والتي استقلت عن الانتداب البريطاني عام 1946، حيث سميت المملكة الأردنية الهاشمية بعد أن كانت تحت مسمى إمارة شرق الأردن.
وإن كان المسمى يشير إلى نظام الحكم الملكي الهاشمي وإلى عمق التاريخ والجغرافيا التي استقرت شرقي نهر الأردن لتكون الدولة واحدة من دول المنظومة العربية بالإضافة لمجموع الدول التي تنضوي في إطار الجامعة العربية، ولتكون عضواً في الأمم المتحدة عام 1955، فقد استندت هذه الدولة على إرث تاريخي حضاري استمدت منه عمقاً تعود جذوره لآلاف السنين.
ونظراً لأهمية موقع الأردن وتوسطه بين قارات العالم، فقد استمد الأردن إرثه التاريخي من الحضارات القديمة التي استقرت في أراضيه، فالأدوميون الساميون أقاموا حضاراتهم في منطقة الشراة، وكذلك العمونيون والأنباط والرومان، وما المدرج الروماني ومدينة البتراء الوردية وآثار جرش وقلعة عجلون وقلعة الكرك وآثار أم قيس إلا شواهد من التاريخ. عدا عن أضرحة الصحابة المنتشرة من شماله إلى جنوبه والتي تروي قصصاً من التاريخ الإسلامي، فمعاذ بن جبل وعامر بن أبي وقاص وشرحبيل بن حسنة وجعفر الطيار وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحه وأبو عبيدة عامر بن الجراح هم شهداء على معارك اليرموك وموته وطبقة فحل التي أقيمت على أراضيه.
وفي التاريخ المعاصر يقف الأردن بعزيمة وثبات مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث ما فتئ يؤكد على ضرورة الوصول لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس التي تؤكد مواقفه الرسمية والشعبية على عروبتها صبحا ومساء، ورفضه العلني والمطلق لصفقة القرن.
ويستمد الاردن مكامن قوته وعزيمته وصلابة مواقفه التي استطاع من خلالها الحفاظ على مكانته، والنأي بحدوده عما جرى ويجري من أحداث في محيطه الساخن من قيادته الحكيمة وإرثها الهاشمي، ومن رعايتها الدائمة للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ووقوفه المستمر مع قضايا أمته، وجيشه العربي الحريص على حماية أراضيه، عدا عن هذه العلاقة المتماسكة والقوية ما بين القيادة والشعب.
حمى الله الأردن قيادة وشعباً وجنبه شر الفتن.
المصدر: الدستور