Pasar al contenido principal
«دارة المشرق للفكر والثقافة» تكرّم كوكبة من رائدات الثقافة العسكرية بمناسبة مئوية المملكة

برعاية الأستاذ محمد داودية رئيس مجلس إدارة الدستور، كرّمت «دارة المشرق للفكر والثقافة»، كوكبة من رائدات الثقافة العسكرية، بمناسبة مئوية المملكة، وذلك يوم أمس، في المكتبة الوطنية.

وفي مستهل الحفل، الذي أدارت مفرداته الإعلامية كاثي سلطان فراج، قدمت الأديبة زهرية الصعوب، مديرة الدارة، كلمة قالت فيها: «مئة عام من عمر الدولة الأردنية الحديثة أضاءها الأردنيون هذا العام محتفلين بوطن بناه أجدادهم وآباؤهم بالعزم والعرق والدموع، وشادوه صرحا شامخا بعزة قيادته الهاشمية ومنعة جيشه وعنفوان شعبه..».

وأضافت الصعوب: «اليوم، ها هي دارة المشرق للفكر والثقافة تفتح نافذة أخرى تطل منها على الوطن، وتكرم من خلالها جيشنا العربي المصطفوي.. جيش نكرم أنفسنا بتكريمه ونحتفي بذواتنا حين نحتفي بذواته، وإنها فرحة ما بعدها فرحة أن تكون المكرمات اليوم كوكبة جمعتهن مدارس الثقافة العسكرية، فنهلن من معين الوطنية الذي لا ينضب وفضن بخلاصات العلم والفكر والأدب والثقافة، فحق لهن أن يشار إليهن بالبنان وأن يؤدى لهن نزر يسير من التقدير والعرفان.

وأضافت الصعوب: «لقد كانت الثقافة العسكرية على الدوام مؤسسة وطنية متميزة، تقدم خدمات تعليمية واجتماعية متعددة لشرائح واسعة من المجتمع الأردني، إضافة إلى دورها في تحسين المستوى الثقافي لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية، وتضطلع من خلال مدارسها المنتشرة في كافة ربوع الوطن بدور محور في صقل جيل من الشباب منتم لأمته، وواع لمستجدات عصره، ومحقق لرؤى جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية».

تاليا كانت الكلمة لراعي الحفل، الأستاذ محمد داودية، رئيس مجلس إدارة الدستور، الذي استعاد محطات من ذكرياته الوطنية أثناء دراسته في المدارس العسكرية، وقال: «كانت المخافر والثكنات العسكرية أول التعليم في الأردن، فقد تم اعتمادها واعتماد نمط جديد من المعلمين، هم المعلمون المتنقلون في بداية الثلاثينيات، لتعليم الجنود وتدريسهم، وسط إقبال كثيف على (فك الحرف) الذي كان لغزا.

ثم تولى الجيش، عبر مدارس الثقافة العسكرية تبعات التعليم وأعبائه في المناطق التي لا تتمكن وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف آنذاك)، من الوصول إليها، بهدف تعليم أبناء العسكر الذين سيصبحون عساكر يرثون الشعار والبوريه من آبائهم، فتم إنشاء مدرسة القويرة وكلية الشهيد فيصل ومدرسة النصر/ مدرسة الثورة العربية الكبرى.

درست في الصفوف السادس والسابع والثامن والتاسع في المدرسة الهاشمية التابعة للثقافة العسكرية الواقعة في أقصى شمال المفرق».

ويتابع الأستاذ داودية ذكرياته في تلك المرحلة بقوله: «ولن أنسى عندما زار مدرستنا عام 1962 (العملاق) عثمان بدران مدير الثقافة العسكرية، المجاهد الكبير في فلسطين، والذي حمل لكل واحد من طلابه قطعة (ككس) التي رأيتها للمرة الأولى.. كانت كفيلة بأن أكون سعيدا، وأن أحمل لمهديها الامتنان والود».

وأضاف الأستاذ داودية: «كانت المدارس العسكرية تتميز بالجدية والضبط والربط، وكان الطلاب كأنهم جنود في ثكنة عسكرية، وقد صقلت شخصيتي كثيرا تلك السنوات التي درستها في المدرسة العسكرية بين عامي 1960 و1963».

وقدم مدير المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة كلمة شكر من خلالها القائمين على الحفل.

كما قدمت المربية وجيهة عبد الحق كلمة قالت فيها: «أتوجه باسمي وباسمكم بالشكر الجزيل لدارة المشرق ممثلة برئيستها المثقفة السيدة زهرية الصعوب على اقتراح هذا اللقاء الذي يجمعنا ببعض بعد عقود من الزمن، سنوات طويلة غيّرتنا شكلاً ومضموناً، وجعلت لقاءنا اليوم فرصة لنستعيد ذكريات عزيزة علينا ولنرى أثر الزمن علينا، ربما النحيلة سمنت والسمينة نحلت، ربما الطويلة قصرت والسريعة بطأت، لكن الأكيد أننا جميعا صرنا أكثر ثراءً بخبراتنا وأكثر جمالاً بتجاربنا وقصصنا بحلوها ومرها».

وأضافت: «التحقت بالمدرسة الفاطمية مطلع الخمسينيات، وكان لم يمض على افتتاحها سوى شهورَ قليلة، في بيت من بيوت المعسكر، خصصت فيه غرفتان لتدريس الصفوف المجمعة، وغرفة أخرى للإدارة والمعلمات. ولاحقاً أضيفت غرفة لتعليم الخياطة والتطريز أشرفت عليها السيدة الشركسية منيرة مهاجر. أذكر مديرة المدرسة حينها السيدة صبحية الأفغاني، بلباسها العسكري ومشيتها العسكرية وصرامتها مع الطالبات و المعلمات على حدٍ سواء، وفي العام 1955/1956 تقريبا استلمت الإدارة السيدة ليلى عودة بشخصيتها المميزة التي تجمع الحزم والقرب إلى النفس. ورغم المسؤولية الثقيلة للإدارة إلا أن شغفها بالتدريس جعلها تخصص لنفسها حصة القصة القصيرة بالانجليزية ننتظرها بفارغ الصبر لنستمع إلى طريقتها المحببة في القراءة.

تلك الأيام، كانت المدرسة بيتنَا الثاني ولم يكن هذا تعبيراً مفرغاً من المعنى كما هو اليوم.. تذكّر أسماء معلمات المدرسة الأوائل ينعش الروح، ومن معلماتنا الفاضلات أذكر نظر البورنو ، نظر الشرفا، عصمت قندور، نادية قويدر، فروسينا مدانات..».

وقدكم، في الحفل، المربية أسماء بهاد الدين كلمة استعادت من خلالها ذكرياتها في مدارس الثقافة العسكرية في الخمسينيات والستينيات مؤكدة أننا في الأردن ننعم بالخير الكثير إذ نحظى بالقيادة الهاشمية ولدينا الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية، ما يدفعنا لأن نكمل مسيرة البناء بإصرار وعزيمة.

تاليا تم تكريم كوكبة من رائدات الثقافة العسكرية، وهن: أسماء بهاء الدين، وعبلة رمضان الضمور، وحياة حدادين، والراحلة هند محمد رجا المحادين، وجيهة عبد الحق، الناشطة الاجتماعية مي ممدوح التل.

 

 

المصدر: الدستور

28 Jul, 2021 12:49:13 PM
0