Pasar al contenido principal

هل تستطيع الدماء الشابة علاج الشيخوخة؟

تقترح الدراساتُ التي أُجرِيت على الحيوانات حول قدرة الدماء الشابة على تجديد النشاط أدويةً جديدةً تستهدف علاج الأمراض المرتبطة بتقدُّم السِّن.

يحلم الباحثون والمستثمرون بعلاجات طبية تعتمد على الاكتشاف شبه الخيالي الذي يزعم قدرة دماء الفئران الصغيرة السن على إعادة الشباب إلى الفئران الأكبر سنًّا. في بعض الحالات، يكفي بروتين واحد تم العثور عليه في مجرى الدم لتجديد نسيج العضلات وتحسين النشاط الدماغي. ومبعث هذا الحماس هو ثلاث دراسات نُشِرت في مجلة ساينس في شهر مايو، وأوضحت أن ثمة مكونات في دماء الفئران الصغيرة — من ضمنها عامل نمو بروتيني يُدعَى GDF11 — تستطيع إصلاح التلف وتحسين العضلات ووظائف الدماغ لدى الفئران الأكبر سنًّا.

محاكاة ثلاثية الأبعاد توضِّح عملية تجديد الأوعية الدموية في أدمغة الفئران الأكبر سنًّا (الصورة إلى اليسار) أثناء عكس تَدَهْوُرها من خلال علاجها باستخدام دماء الفئران الأصغر سنًّا (الصورة إلى اليمين).

محاكاة ثلاثية الأبعاد توضِّح عملية تجديد الأوعية الدموية في أدمغة الفئران الأكبر سنًّا (الصورة إلى اليسار) أثناء عكس تَدَهْوُرها من خلال علاجها باستخدام دماء الفئران الأصغر سنًّا (الصورة إلى اليمين).

أنشأت شركة الاستثمار المغامر أطلس فينتشر — التي يقع مقرها في بوسطن — شركةً لم تُسمَّ بعدُ؛ بناءً على هذه الاكتشافات الجديدة والنتائج الأولية. ففي عام ٢٠١٣، لفتت أنظار الشركة نتائج سابقة توصَّلت إليها الباحثة آمي واجيرز، التي شاركت في دراستين من الدراسات الجديدة. وأدَّتِ النتائج الجديدة إلى «زيادة الحماس تجاه دَوْر GDF11 في مرحلة الشيخوخة»، على حدِّ وصف الشريك بيتر بيريت، الذي يضيف قائلًا: «نركِّز الآن على الخطوات الأساسية اللازمة لمحاولة فَهمِ أفضل نهجٍ علاجي يمكن اتباعه لتحويل هذا الاكتشاف إلى منتج تجاري.»

قد تستهدف الشركة السكتة القلبية أولًا بما أن فريق واجيرز قد أوضح قدرة عامل النمو على عكس تأثير تخثُّر عضلة القلب المرتبط بتقدُّم السِّن لدى الفئران. لا تنحصر جميع الآثار النافعة للدماء الشابة في GDF11، على حدِّ قول واجيرز. «لكن بعدما أصبح لدينا جزيء نستطيع فهمه على مستوًى ميكانيكي، نستطيع الآن البدء في تصميم شبكة توضِّح ما يطرأ من تغييرات في الدم، وإيجاد العناصر التي تتفاعل مع GDF11 وتنظيمها من أجل إتاحة رؤيةٍ أوضح للشبكة.»

إنها نتائج مثيرة، لكنها تطرح الكثير من الأسئلة التي لم تُحسَم بعدُ؛ فما زالت الأعراض الجانبية المحتمَلة غير معروفة، وترتبط عوامل نموٍّ أخرى مُماثِلة — تشجِّع على انقسام الخلايا — بالسرطان. وعلاوة على ذلك، يُعتبَر نمو الأوعية الدموية علامةً شائعةً على الإصابة بمرض السرطان، كما ارتبطت الجينات التي تلعب دورًا في وظائف الخلايا الجذعية وعملية تجديدها بنمو الأورام. كذلك لم يدرس الباحثون مطلقًا الفئرانَ التي خضعت للعلاج لأكثر من ٦٠ يومًا.

10 Dic, 2015 12:44:22 PM
0