ناقوس الأوقات المنحنية
إنّ هذا الكتاب الموسوم بـ" تحولات الخطاب في شعر عقيل علي " هو كتاب تأملي, رؤيوي, نقدي وإجرائي في آن واحد, يجمع بين دفتيه شبكة متضافرة من الأفكار والقراءات، والفضاءات الرؤيوية التي تنهض على تفاعليّة نصيّة مكتنزة وحيوية وناشطة قائمة على الدربة والتجربة والتأمل الثري والحساسية المثقفة وتعكس قراءاتُها بالمجمل تجلي مرايا الخطاب, إذ تكمن الحرية والهوية ويتجلى الأمل والانكسار، ويتسع حجم الصورة ويتداخل الأنا بالآخر في ستراتيجية تمثيل مشتركة, تتشابك فيها سبل العمل وأدوات التشكيل وخصوصيات الرؤية من أجل بلوغ مرتبة عليا وقصية من مناطق التجربة الثريّة الغنيّة الخصبة, وصولاً إلى تحقق مرحلة الخطاب الحر، وهو يجوب بلذة وتطلع غابات الفكر وبحار المعنى, ليقول في النهاية كلمته الجوهرة بلا قيود.فإنّك حين تنتهي من قراءة شاعر ما وتُصيبك دهشة الإبداع وتقفز إلى ذهنك أسئلة عن عبقرية المعاني أو سحر الإيقاع وتلح عليك هذه الأسئلة طالبة الإجابة حينها تدرك أنّك أمام شاعرٍ يمتاح من موهبة خصبة صادقة، ومن هذا المنطلق وبعد قراءتي لشعر عقيل علي ألحّت علي أسئلة حاولت أن أجد إجابتها في خطابه ومضامينه الشعرية. وقد استهوتني دراسة هذا النتاج الأدبي, واستيعاب كثيراً من جوانبه فوجدت في نفسي رغبة لتتبع ظواهره ومظاهر الاستمرارية والاختلاف فيه، والبحث في مضانه المختلفة, فهو ما زال ميداناً خصباً ورحباً للدارسين, وما زال بحاجة إلى التقصي والدراسة والعناية.