جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العصر المملوكي
تُعَّد الدولة المملوكية من اكبر القوى الإسلامية التي قامت في النصف الثاني من القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي ودام حكمها لما يزيد على مائتين وسبعين سنة، وتعاقب على حكمها الكثير من السلاطين من ذوي الأصول المختلفة كالتركية واليونانية والمغولي والجركسية، فاكتسبت بفضلهم مكانة سياسية واقتصادية وعلمية مرموقة بين القوى التي عاصرتها انذاك، فعلى الصعيد السياسي والعسكري، إنها تمكنت من التصدي للأخطار الخارجية التي احاطت بها كالغزو المغولي والاحتلال الصليبي، وشكلا تهديدا مباشراً عليها، فضلاً عن علاقتها الخارجية التي امتازت بالهدوء تارةً والصدام تارةً أخرى مع مملكتي أرمينية الصغرى في آسيا الصغرى وجورجيا في بلاد القوقاز، أما على الصعيد الاقتصادي، فقد شهدت تجارتها الخارجية مع القوى المعاصرة تطوراً ملموساً آنذاك، ولاسيما ان التجارة كانت الأساس الذي قامت عليه منذ تأسيسها.
لقد كان الهدف الرئيس من تقديم هذه الدراسات وجمعها في كتاب واحد، هو تسليط الضوء على تناول حقبة مهمة من حقب التاريخ الإسلامي، ولاسيما انها كانت حقبة انتقالية حرجة ما بين العصور الوسطى وبداية العصر الحديث .