مناجاة أرواح
يُأصل كتاب «مناجاة أرواح» لمجموعة من القيم والصفات الراقية النبيلة التي من شأنها الارتقاء بالإنسان والسمو بمعنى الإنسانية، كالصدق، والعطاء، والصداقة. ويتسم الكتاب بغلبة النزعة الروحية التي تسمو بالنفس إلى إدراكِ أسرارها وسبر أغوارها، وقد استحضر الكاتب بعض المعاني التي ذكرها سابقًا في كتابه «البدائع والطرائف»؛ فهو على سبيل المثال يُعيد استحضار صورة الشيطان باعتباره القوى الخفية التي تسعى إلى تجريد النفس من إرادتها التي تمكنها من اكتساب الفضائل، وتكبح جماح الأهواء التي تُفْضِي بها إلى اكتساب الرذائل. وتكرار المعاني دليل على صوفية الوجدان ودائرية الفكر، فالذات الجبرانية تتخذ دائمًا من النفس منبعًا للوحي مهما اختلفت الأفكار والموضوعات.