Aller au contenu principal

علاج تضخم الغدة الدرقية

علاج تضخم الدرقية

'); }

يعتمد اختيار طريقة علاج تضخم الغدة الدرقية، أو التورم الدرقي، أوالدراق، أو السَلْعَة (بالإنجليزية: Goitre) على مجموعة من العوامل، مثل: حجم أو مقدار التضخم، والأعراض التي يسببها هذا التضخم، واضطراب مستويات هرمونات الدرقية أو بقائها ضمن المعدلات الطبيعية والسبب الكامن وراء ذلك، وفيما يلي بيان للخيارات العلاجية المتاحة لعلاج تضخم الغدة الدرقية:

 

 

الانتظار والمراقبة

قد يُوصي الطبيب بالانتظار ومراقبة الحالة الصحية إذا كانت الغدة الدرقية تؤدي وظائفها بشكلٍ طبيعي، وكانت الزيادة في حجم الغدة قليلة، ولا تتسبّب بحدوث أيّة مشاكل صحية.

'); }

 

الأدوية

يلجأ الطبيب لوصف الأدوية المُثبطة لعمل الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Antithyroid agent) إذا كان تضخم الغدة الدرقية ناجماً عن بعض حالات فرط نشاط الغدة الدرقية؛ حيث تساهم هذه الأدوية بإعادة الهرمونات الدرقية إلى مستواها الطبيعي، ومن أمثلتها: بروبيل ثيوراسيل (بالإنجليزية: Propylthiouracil) والميثيمازول (بالإنجليزية: Methimazole)، في المقابل يصف الطبيب الهرمونات الدرقية البديلة ( بالإنجليزية: Thyroid hormone replacement therapy)، كالليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxine) إذا كان تضخم الغدة الدرقية ناجماً عن قصورها، حيث يُساهم استخدام هذا الهرمون الصناعي بانتظام بالتقليل من حجم التضخّم، ومن الجدير بالذكر أنّ الطبيب أحياناً قد يصف مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) مثل: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، أو الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) للتخفيف من الالتهاب وأعراضه إذا كان هو السبب الكامن وراء حدوث تضخم الغدة.

 

 

مكملات اليود

تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لتصنيع هرموناتها، ولأنّ الجسم غير قادرٍ على تصنيعه فلابدّ من الحصول عليه من الأغذية الغنية به،؛ كسمك القد، والتونا، والجمبري، والأعشاب البحرية، والملح المُعالج باليود، وبالتالي إذا كان تضخّم الغُدة الدّرقيّة ناجماً عن نقص كمية اليود في النظام الغذائي المُتّبع، فإنّ الطبيب قد يصف مكملات اليود الغذائية لتعويض هذا النقص.

 

اليود المشع

في البداية يُعرف اليود المشع بأنّه أحد أشكال عنصر اليوديد، والذي يُستخدم بشكلٍ شائعٍ في علاج أمراض الغدة الدرقية، وتحديداً بعض الأمراض المسببة لفرط نشاط الغدة الدرقية؛ حيث يُدمر اليود المُشع خلايا الغدة الدرقية مفرطة النشاط، مما يؤدي إلى تقلص حجمها، ولكنّه في بعض الحالات قد يتسبّب بحدوث قصور الغدة الدرقية، والذي يُمكن علاجه والتحكم به بسهولة ويسر باستخدام الهرمونات الدرقية المصنعة، ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج باليود المُشعّ يُعدّ آمناً نسبياً، لكن مع ذلك لا يُمكن استخدامه كطريقةٍ علاجية للنساء الحوامل؛ نظراً لكونه قادر على عبور المشيمة والتأثير في تطّور الغدة الدرقية لدى الجنين، وهذا ما ينطبق أيضاً على النساء المرضعات، فاليود المُشع يُفزر مع حليب الأم ويذهب للغدة الدرقية لدى الطفل.


يُؤخد اليود المُشع على شكل قرص دوائي يتم تناوله عن طريق الفم وبجرعة واحدة لمرة واحدة في العادة؛ حيث ينبغي على المُصاب بعد تناوله الحرص قدر الإمكان على الاقتراب من الآخرين خاصةً الأطفال تحت عمر الخمس سنوات والنساء الحوامل لفترةٍ تتراوح بين 2-3 أسابيع أو أكثر وفقاً لتعلميات الطبيب المُختص، كذلك عليه الحرص على الإكثار من شرب الماء خلال 2-3 أيامٍ من تناوله، وإجراء فحصٍ للدّم بعد 4-6 أسابيع من تلقي العلاج ثم كلّ شهرٍ إلى شهرين، بعدها يُجرى الفحص مرة سنوياً للتأكد من مستويات الهرمونات الدرقية في الدّم، وينبغي التنويه إلى ضرورة تجنب الإنجاب لمدة أربعة أشهرٍ على الأقل بعد أخد اليود المُشعّ إذا كان المُصاب ذكراً، أمّا إذا كان المُصاب أُنثى فينبغي عليها تجنّب الحمل لمدة ستة أشهرٍ على الأقل بعد تناوله.

 

استئصال الدرقية

يتم إجراء عملية استئصال الدرقية (بالإنجليزية: Thyroidectomy) في حال كان التضخم كبيرًا، أو يُسبّب مشاكل في البلع والتّنفس، أو في حال وجود سرطانٍ في الغدة، كذلك يُمكن إجرائها لإزالة عُقيدات ظهرت في الغدة؛ حيث يتم خلال الجراحة إزالة الغدة بأكملها أو جزءٍ منها، وبناءًا على جحم الجزء المُستأصل من الغدة فإنّ المريض قد يحتاج إلى أخذ هرمونات الغدة الدرقية المصنعة بعد الخضوع لهذه العملية مدى الحياة، وفي هذا السياق يُشار إلى أن الحجم المراد استئصاله يعتمد على السبب الكامن وراء الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، وفيما يأتي بيانٌ لخطوات إجراء عملية استئصال الغدة الدرقية:

  • تخدير المريض كُلّياً؛ بعد تحضير المريض نفسيًّا وجسديًا لذلك.
  • إجراء شق في الجزء الأمامي من الرقبة للتمكن من رؤية الغدة.
  • إزالة ما يكفي من الغدة للتخفيف الأعراض ومحاولة إبقاء جزءٍ منها لضمان استمرار إنتاج الهرمونات الدرقيّة بشكلٍ طبيعيّ، وهنا ينبغي التوضيح أن إزالة الغدة كاملٍ يحتم على المُصاب استخدام هرمونات الغدة الدرقية الصناعية على مدى الحياة، بينما إزالة جزءٍ منها فقط يعني أنّ فرص استعادة الغدة الدرقية لقدرتها على إنتاج كمياتٍ كافيةٍ من هرمونات كبيرةً جداً، وهذا يعني أنّ المُصاب قد لا يحتاج لاستخدام الهرمونات الدرقية الصناعية، ويجدر بالذكر أنّ قيام الطبيب باستئصال الغدة الدرقية بالكامل يكون لحاجة طبية تستدعي ذلك، وتُعوض هرمونات الغدة الدرقية بسهولة كما أسلفنا من خلال تناول قرص دواء يحتوي على الهرمون المصنع للغدة الدرقية يومياً في الصباح الباكر قبل نصف ساعة من تناول الطعام، ومن ناحية أخرى يجدر بالذكر أنّ الأفراد الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية ويستخدمون الهرمون المصنع للغدة الدرقية للعلاج، وتم إخضاعهم لعملية استئصال الغدة الدرقية لإزالة جزء منها نتيجة لتضخمها فإنّهم على الأرجح سيستمرون بتناول هذه الأدوية بعد الجراحة.


ومن الجدير بالذّكر أنّه يُمكن لمعظم الأشخاص الذي خضعوا لعملية استئصال الدرقية العودة لممارسة أنشطتهم اليومية مُجدداً في اليوم التالي للعملية، لكن فيما يخص ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية الأُخرى فإنّه يُنصح بتجنبها لعدة أيامٍ، أو أسابيع، أو إلى أنّ يُقرر الطبيب أنّ لا ضرر يُمكن أن ينجم عن ممارستها، وبشكلٍ عام تُعد عملية استئصال الدرقية آمنة خاصة إذا أجريت على يدي طبيب ماهر وذي خبرة جيدة، لكن كغيرها من العمليات الجراحية قد يترتب عليها بعض الآثار الجانبية المؤقتة والمضاعفات النادرة.

الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب

تنبغي مراجعة الطبيب في حال ظهور انتفاخ أو تضخم في الغدة الدرقية، أو الشعور بعقيدة أو عدة عقيدات فيها، فعلى الرغم من أنّ معظم العقيدات والانتفاخات غير ضارة إلا أنّه من الأفضل أن يتم فحصها بشكلٍ فوري لتحديد نوعها، حيث يعمد الطبيب على تشخيص طبيعة المشكلة في الغدة الدرقية من خلال إجراء فحص جسدي، وبعض اختبارات الدم، والفحوصات التصويرية الأخرى، كما يمكن أن يطلب الطبيب بعض الفحوصات الأخرى تبعاً للحالة مثل: أخذ خزعة من أنسجة الغدة الدرقية.

 

نصائح للتخفيف من تضخم الغدة الدرقية

توجد بعض النصائح التي تُساهم في التخفيف من تضخم الغدة الدرقية، خاصةٍ إذا كان ناجماً عن مشكلةٍ في النظام الغذائي، وذلك من خلال الحصول على كميات كافية من اليود؛ إذ يحتاج الفرد الواحد إلى 150 ميكروغرام من اليود يوميًا، وهو ما يعادل أقل من نصف ملعقةٍ صغيرةٍ من الملح المُعالج باليود، وأبرز المصادر الغنية باليود: الملح المُعالج باليود، والأعشاب أو الماكولات البحرية، كالجمبري والمحاريات، حيث يُفضل تناول هذه الاغذية مرتين في الأسبوع، وتجدر الإشارة إلى أنّه من الضروري حصول كُلّاً من النساء الحوامل والمرضعات على كمياتٍ كافيةٍ من اليود، كذلك الأمر بالنسبة للأطفال والرضع، وفي هذا السياق ينبغي التنبيه إلى تجنّب الإفراط في استهلاك اليود؛ إذ إنّ استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ من اليود من الممكن أنّ يؤدي إلى تضخّم الغدة الدرقية، إلا أنّ ذلك لا يُعدّ شائعًا، وفي حال كان استهلاك اليود المفرط هو السبب المؤدي لحدوث التضخم فإنّه ينبغي على المُصاب تجنّب تناول الاطعمة المذكورة مسبقاً، بالإضافة إلى تجنّب تناول مُكمّلات اليود.

 

أنواع تضخم الغدة الدرقية

في هذا السياق يُشار إلى أن تضخم الغدة الدرقية يُصنف إلى عدّة أنواعٍ؛ حيث تكمن أهمية معرفة النوع في تحديد العلاج والأعراض التي قد تُصاحبه، وفيما يأتي توضيحٌ لأبرز هذه الأنواع:

  • تضخم الغُدة الدرقيّة المنتشر السلس: (بالإنجليزية: Diffuse smooth goiter) يتمثل هذا النوع بتضخّم الغدة الدرقيّة بأكملها، ويكون التضخم ممتداً على نحو منتظم في سائر أجزاء الغدة الدرقية.
  • تضخم الغُدة الدرقيّة العقيديّ: (بالإنجليزية: Nodular goiter) يُعتبر هذا النوع من التضخم شائعٌ جدًا، ويتمثل بظهور كتلةٍ أو عقيدة على الغدة الدرقية، أو ظهور أكثر من كتلةٍ أو عدة عقيدات في الغُدة الدرقيّة، وله نوعان هما:
    • تضخّم الغُدة الدرقية العقدي السّام: يُحفّز هذا النوع إفراز كمياتٍ كبيرةٍ من الهرمونات الدرقيّة، مما يؤدي إلى الإصابة بفرط نشاط الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism).
    • تضخّم الغُدة الدرقيّة العقيدي غير السّام: أمّا هذا النوع فإنّه لا يؤدي إلى إفراز كميةٍ كبيرةٍ من الهرمونات الدرقيّة.
  • تضخم الغُدة الدرقيّة خلف عظمة القص: (بالإنجليزية: Retrosternal goiter) يتسبّب هذا النوع من التضخم بالضغط على القصبة الهوائية، أو الأوردة الموجودة في الرقبة، أو المريء؛ نظراً لنموه خلف عظام القفص الصدري.
21 nov, 2021 05:26:28 PM
1