أكدت محاضرة ان علة الفهم المتناقض في فهم فلسفة احد اهم فلاسفة القرن الــ17 الفيلسوف الهولندي «باروخ اسبينوزا»، تكمن في لغته التي تنطوي على غموض حمال اوجه، و»غائية/Teleology» الفهم (كلّ شيء في الطبيعة موجَّه لغاية معيَّنة) وهي النظرية التي ينطلق منها المشتغل بهذه الفلسفة.

واوضح الباحث مالك المكانين في المحاضرة التي القاها بعنوان «بانوراما الدولة العلمانية بنظر إسبينوزا» مساء امس الأول في قاعة غالب هلسة بالمقر الرئيس لرابطة الكتاب الاردنيين بعمان، ان المقصود في «الغائية» هنا هو الفهم المؤطر بالطريقة المدرسية في التفكير.

واشار في المحاضرة التي ادارها الدكتور احمد ماضي، الى نظرية الجوهر الواحد لدى «اسبينوزا» والتي اثارت تكهنات شراح فلسفته وخلقت جدلا حول تعيين هذه الفلسفة من حيث هي مادية او مثالية، مستعرضا اراء من الشراح الذين انقسموا الى احد التفسيرين السابقين المتمثلين بالمدرسة المثالية والمدرسة المادية.

وقال ان اسبينوزا يعتقد ان الطبيعة جاءت من التنظيم ما يجعل الانسان يعيش في خضمها بأفضل طريقة، نظرا لان الطبيعة ذاتها جاءت على ابدع نظام، مبينا ان تصور اسبينوزا في ذلك عن ضرورة ان يتفق مراد الانسان مع هذه الطبيعة التي جاءت ملائمة تماما لحياة الانسانية عليها.

واوضح ان اسبينوزا كثيرا ما اكد صوابية الحكم العقلي باعتباره جزءا من الطبيعة الخيرة في ذاتها ولذلك فالعقل هو موجود خير ايضا، مبينا انه كنتيجة لذلك فان اسبينوزا يرى ان الحكم وفقا للعقل هو الحكم وفقا للطبيعة وهي الافضل والاكثر خيرية لطريقة عيش الانسان.

وقال انه من هذا المنطلق عمل اسبينوزا على ابراز دور العقل نتيجة اعتقاده ان معاييره تتجه دوما نحو ما فيه منفعة حقيقية للبشر، على عكس معايير الشهوة فأنها تفرق بينهم، مؤكدا ان اسبينوزا في طرحه هذا يتمسك بالعقل وقدراته وايمانا منه ان لهذا العقل معايير يلتف حولها جميع الناس.

واوضح ان لهذا العقل معايير يلتف حولها جميع الناس، مبينا ان العقل لا يأمر الا بما هو فيه الخير والمنفعة واللذين لا يتعارضان مع نظام الطبيعة اذ انه يسعى دوما نحو الحرية والسلام.

وفي ختام المحاضرة التي حضرها عدد من المهتمين جرى نقاش موسع حول آراء «اسبينوزا» الفلسفية. (بترا)