اقتران الحقائق الإلهية بالمشاهد الطبيعية
إن منهج القرآن الكريم في التعريف بالحقائق الإلهية, كحقيقة وجوده تعالى ووحدانيته وتنزيهه وقدرته وعلمه, يجعل المشاهد الطبيعية مجالاً تتجلى فيه هذه الحقائق وشاهداً عليها من أجل استشعار هذه الحقائق والإيمان بها لمجرد النظر في هذه الطبيعة المنظورة, وهو بهذا المنهج يستهدف دعم اليقين, وتثبيته في أعماق النفوس
للقرآن الكريم في هذا المجال منهج متميز, سيكون محور هذه الدراسة إن شاء الله. وهذا غالباً ما يجده المتتبع ظاهراً جلياً في السور المكية إذا ما استثنينا بعض المواضع القليلة في السور المدنية, والتي تخص بعض الحقائق وليس جميعها, لأن هدف القرآن في هذا العهد هو تصحيح فكري على نطاق واسع.
لأن صورة الإلوهية وقت نزول القرآن في بعض الأديان وأهل الجاهلية دون ما ينبغي بكثير للذي خلق فسوّى وقدّر فهدى.
إن القرآن الكريم يتحدث عن حقيقة الإلوهية فيشعرنا بأن قدرته وراء النواة التي تتكون نخلة, وهي في الوقت نفسه وراء الفجر الذي يشقّ الظلمة ليتحول نهاراً مبصراً.