المعرفة والتفكير المعاصر
إن المصدر الأساسي للمعرفة الإنسانية هي الفكر ككائن قبل اللغة لأن اللغة ليست إلا وسيلة من وسائل كثيرة اهتدت إليها البشرية للإفصاح عن أفكارها وعواطفها وخبرتها ونشاطها الذاتي، فأي معرفة يكتسبها الفرد إنما ناشئة عن خبرته وتفاعله مع عناصر البيئة المحيطة به، وعن نشاطه وكفاحه من اجل البقاء والحصول على لقمة العيش والكساء والمأوى ومن اجل التغلب على المشاكل التي تواجهه في الحياة.
فالمعرفة وجدت منذ أن وُجِد الإنسان والكائنات الحية الأخرى وما يهمنا أن نبحث به هو الإنسان حيث بدأ يحس بما يدور حوله من مخاطر وتهديدات بدء ً من الخوف من أخيه الإنسان ومن ثم تألفوا فيما بعد وكونوا تجمعات بشرية لخوفهم من الحيوانات وبدأوا يكتشفون الكهوف والمغارات والحفر للاحتماء بها من الحيوانات والكوارث الطبيعية التي يجهل أسباب حدوثها ومن ثم فكر الإنسان بإيقاد النار لطرد الحيوان وكل ما يهدده وأدرك الإنسان ايضا ً ماذا يضع على جسده وكذلك اخترع وسائل للصيد وغيرها من حاجات أخرى. أي بمرور الزمن بدأ يعرف ماذا يريد وغيرها من المدركات الأخرى والوسائل مجتمعة شكلت عنده في بداية الأمر المعرفة وتطورت على ما نحن عليه الآن من اختراعات مختلفة في شتى المجالات خدمة للبشرية كلها.