عبد الله النعيمي: نقص الكتب العربية عائق حقيقي
خطوات كبيرة خطاها مشروع تحدي القراءة العربي، رغم أنه لا يزال في بداياته، وأهداف تحققت على أرض الواقع، يفوق مداها عمر المشروع الذي لم يكمل العامين بعد، وفي دورته الثانية، ها هي آمالٌ جديدة تُصنع، وأعينٌ تتنافس على المركز الأول، في سباقٍ لا خسارة فيه، فالكل رابح مع الكتاب، والتحدي الحقيقي يكمن في تغذية العقول الخصبة بخمسين كتاباً كل عام.
وكعادتها، تترصد التحديات لكل مشروع جاد، ومع «تحدي القراءة العربي»، كان نقص الكتب من حيث الكم والنوع هو العائق الحقيقي والتحدي الأكبر في الدول العربية، إضافةً إلى افتقار بعض المكتبات المدرسية والعامة إصدارات تناسب هذا المشروع، ما يضع الطالب أمام خيارات صعبة.
«البيان» تواصلت مع عبد الله النعيمي، المنسق التنفيذي لمشروع تحدي القراءة العربي، ليتحدث عن تلك التحديات، وعن انعكاسات هذا المشروع على الميدان التربوي، وعن الخطط المستقبلية له، مؤكداً أن خططاً كبيرة في جعبة المشروع سيُعلَن عنها في الوقت المناسب، ولافتاً إلى أنه قد حان الوقت ليكون القراء هم القدوة الحقيقية لنا.
ولفت النعيمي إلى أن مفاجأة هذه الدورة تتمثل في الإقبال الكبير من قِبل طلاب المرحلة الثانوية على المشاركة في التحدي، وقال: عادةً ما تكون هناك صعوبة في تقبل الطلاب في المراحل الثانوية للمشروعات الجديدة، مقارنة بغيرهم من الطلاب الأصغر عمراً، وهو ما لاحظناه في الدورة الأولى، ولكننا فوجئنا أن غالبية المشاركين في التحدي في دورته الثانية، والذين وصلوا للمراحل المتقدمة على مستوى الدول كانوا من المرحلة الثانوية، وهذا دليل على تفاعل وزارات التربية والتعليم وأولياء الأمور والمشرفين في المدارس مع المشروع، وتعزيز أهدافه لدى الطلاب.
شح الكتب
وعن أبرز التحديات التي تواجه «تحدي القراءة العربي» قال النعيمي: أكبر تحدٍّ نواجهه يتمثل في نقص الكتب من حيث الكم والنوع، إذ نحتاج لكتب تناسب أعمار الطلاب المشاركين في المراحل المختلفة، كما تعاني بعض الدول من شحٍّ في عدد الكتب التي يستطيع الطالب من خلالها المشاركة في التحدي، إذ تفتقر مكتبات بعض المدارس لما يحتاجه الطالب، كما يضطر كثير من الطلاب للسير لمسافة كيلومترات طويلة جداً للوصول للمكتبات العامة، وهو ما دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لإطلاق مبادرة «أمة تقرأ» في رمضان الماضي، بهدف دعم 3 آلاف مكتبة في الدول العربية سواء كانت مدرسية أو عامة، وجاءت هذه المبادرة داعمة لمشروع تحدي القراءة، وخلال السنوات القليلة المقبلة سنتجاوز كل الصعوبات بإذن الله.
وأشار عبد الله النعيمي إلى أن إطلاق مشروع تحدي القراءة العربي لا يهدف فقط لتأسيس جيل قارئ، بل أيضاً لتشجيع دور النشر ودعم الكِتاب والكُتاب وعمليات النشر والترجمة وكل من له علاقة بهذه المنظومة.
وعن انعكاسات «تحدي القراءة» على الميدان التربوي، قال: كانت الصورة الإيجابية التي ظهر بها التحدي في دورته الأولى خير حافز ومشجع للطلبة للمشاركة بشكل أكبر، وللاهتمام بالسير في هذا المشروع بالتوازي مع الدراسة الأكاديمية، كما زادت نسبة مشاركة المدارس فيه، وزيادة عدد المشرفين أيضاً.
ويتم تقييم الطلاب بناءً على المرحلة العمرية والدراسية، وقال النعيمي: على سبيل المثال، يقرأ طالب الابتدائية من 5- 20 صفحة من كل كتاب، بينما يقرأ طالب الثانوية من 50- 100 صفحة، إذ يؤخذ بالاعتبار قدرات كل مرحلة، وقال: هذه المعايير جعلت التقييم عادلاً، والدليل على ذلك أن الفائز في الدورة الأولى هو طالب في الصف الأول الابتدائي.
وذكر النعيمي أن «تحدي القراءة» ليس مجرد مسابقة، بل هو مشروع مستدام يستمر طوال العام الدراسي بهدف تنمية حب القراءة وجعلها عادة يومية متأصلة في حياة الطلاب في المدارس، وقال: هناك العديد من البرامج المصاحبة للمشروع، فبعد نهاية كل دورة نؤسس معارض كتب في كل دولة مشاركة في التحدي، بهدف توفير الكتب المناسبة لمختلف الأعمار، ويفتتحها أبطال الدورة ممن وصلوا للمراحل النهائية، ليكونوا قدوة لغيرهم، كما نهدي الفائزين على مستوى التحدي 75 كتاباً من هذا المعرض.
لفت النعيمي إلى وجود خطط كبيرة لـ«تحدي القراءة العربي»، سيُعلَن عنها في الوقت المناسب، مؤكداً أن أولوية هذا المشروع تكمن في تشجيع وزارات التربية والتعليم بالتعامل مع أبطال التحدي كقدوة، وقال: حان الوقت ليكون القراء هم الأبطال الحقيقيين، واستثمار معارفهم وإمكاناتهم بما ينفع مجتمعاتهم وأوطانهم.