تقويل النص
(التقويل) في التداولية الاجتماعية مفردة تحيل إلى تأويل كلام القائل بعيداً عن مقصديته، وقد تعني في واحدة من معانيها الإغراق في التأويل بما لم يقله المتكلم أصلاً فتتحول تداولياً إلى معنى سلبي يرفضهُ السامع ويعدّه اتهاماً له بما لم يقل أصلاً، ويواجهك منفعلاً بقوله: (( لماذا هذا التقويل عليَّ؟)) ، وكأنه يتهمك بالتجني عليه في إنطاقه بما لا يقصده أبداً، وليس ذلك ببعيد عن الأصل اللغوي كما جاء في لسان العرب وهو يتحدث عن الفعل (تقوّل) لأنه أصل (التقويل): ((وتقوّل قولاً ابتدعه، وتقوّل فلان عليّ أي قال ما لم أكن قلت.. ومنه قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ) ، وقوّله تقويلاً جعله يقول ما لم يقصد من قول.
واستخدامنا لكلمة (تقويل) في عنوان الكتاب أردنا منه البعد التداولي للمفردة فضلاً عن المعنى المعجمي لها، فالكتاب هو تقويل للنص الأدبي أو النقدي المدروس، أي استنطاقه بعيداً عن مقصدية قائله والرغبة في تفكيك شفراته انطلاقاً من علاماته النصية التي توحي ولم تصرح.