البلوط الأخضر يقطر العسل الأشقر
ليس من السهل اليوم _ ولم يكن من السهل يوماً ما - كتابة مقدمة لأية دراسة أو نصّ إبداعيّ نظراً لما تحمله هذه المقدمة من دور هام على صعيد التلقي، وعلى صعيد الوفاء للمرتكزات التي يجب توافرها فيها بوصفها موجهات قرائية خطيرة، أشبه ما تكون بشبكة الصياد التي يجب أن لا ترمى جزافاً أو من دون سابق تخطيط.
الآن وأنا أهمّ بكتابة مقدمة لكتاب ذي مكانة مهمة ومتميزة لدي، كونها مقدمة عن أخٍ وصديق وأستاذ عزيز عليّ ولي معه تجربة تمتد لأكثر من عشر سنوات، وعن شاعر وناقد كبير ترك بصمات مهمة على خارطة الثقافة العربية, لذا أجدني أمام موقف صعب، بل صعب جداً، فعن أيهما أكتب؟ قلمي الآن ملبّد بغيوم سيرذاتية طوراً، ونقدية طوراً، وتجربة نقد ـ ذاتية مع الناقد طوراً ثالثاً، ولا أدري لأي طورٍ سيخلص قلمي؟