التشكل الدلالي في رواية السمك لا يبالي
ولكي يصبح النص مقروءا يجب أن يمتلك سلطة تجعله موضوعا للقراءة، التي تقوم بتحديد مرجعيته الأدبية المؤسسة عن طريق اللّغة، بانتظامها على مستوى نسق من العلاقات المتداخلة والمتماسكة لبناء النص، وتشكل دلالته العامة، فلم يعد النص الروائي نقلا للواقع المعيش، إنّما تتحدد قدرته الأدبية من خلال خلق فاعلية التأثير لدى القـارئ ومشاركته في صنع الأحداث؛ ولأنّ الكتابة الروائية كتابة إشكالية، لكون النص يحمل في طياته مجموعة من الأطروحات الدلالية المكثفة، فإنّ القارئ يحتاج إلى أدوات منهجية وقرائية تؤسسه لاختراق تماسك بنيته، وتفكيك وحداته، للبحث عمّا يريد النص قوله، وهي الإشكالية التي طالما لازمت نقد النص الأدبي، والمتمثلة في محاولة القبض على الدلالة وكيفية تتبعها واستكشافها من قِبَل القارئ عبر فضاء نسيجه اللغوي.