قراءات أسلوبية في الشعر الجاهلي
إن النص الجاهلي من النصوص الخصبة التي تغري النقاد بجاذبيتها، مكتنزة بالطاقات الإبداعية، والأدوات الجمالية التي تغذي القارئ بالخيال الجامح، واللذة الشعورية الفياضة، إذ قام تلك النصوص على كاهل عدد من الشعراء الفحول الذين حافظوا على وجه هذا الفن الجميل وأورثوا قيمه الفنية للأجيال التالية.
واخترنا الأسلوبية منهجا لدراسة أدب قديم، لبعثه من جديد، ولإعادته إلى شاشة النقد والتحليل بشكل جديد، بغية التقاء النص القديم بالقارئ المعاصر ومن خلالها معالجة تلك الفراغات التي خلفتها الدراسات القديمة، وقد اخترنا من الأدب الجاهلي شعر المعلقات، لكونها الأنموذج الناضج لنصوصه، ولكونها من أشهر العلامات البارزة على خريطة الشعر الجاهلي، وعدّ شعراؤها من فحول شعراء العرب، فوجدنا نصوصها مشبعة بالدلالات المتعددة، والجماليات الفريدة التي تأسر لب القارئ وتزيده إمتاعا.