فإنّ علوم العربية تعد وسيلة لفهم كلام الله تعالى وسُنّة نبيه ، وفي هذه الرسالة الصغيرة يجد القارئ بغيته في تحقيق تلكم الغاية، فقد قدّم الفِزْرانيّ مؤلف هذه الرسالة فوائد تطبيقية في النحو والبلاغة واللغة، وذكر لطائف وغرائب تستدعي المتلقي إلى التأمّل والتفكّر في أسرار كلام الله تعالى من خلال النظر في قوانين هذه اللغة والتأمّل في شواهدها السماعية، من هنا كانت رغبة الباحث في تحقيق (رسالة في تأويل آيتين مشكلتين) للشيخ أبي عبد الله الفِزْرانيّ (ت603هـ) ودراسته؛ لِما فيه من إسهام في خدمة كتاب الله وإثراء لمكتبة اللغة العربية. وقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون في قِسمين: تناول القسم الأول دراسةً عن المؤلف وعن رسالته، وهو على مبحثين، وقف المبحث الأول على دراسة المؤلف في ثمانية مطالب: عن اسمه وكنيته ونسبته، وصفاته ولقبه، وولادته، وشيوخه، وتلاميذه، ووفاته، ومصنفاته، وشعره. وتناول المبحث الثاني دراسة رسالة في تأويل آيتين مشكلتين في ستة مطالب: عن عنوان الرسالة، ونسبتها إلى المؤلف، وموضوع الرسالة، ومنهج الفزراني في رسالته، ووصف النسخة المعتمدة في التحقيق، ومنهج التحقيق، وصاحب ذلك وضع صور توضيحية بالنسخة المخطوطة، ثم خُتمت الدراسة بأهم النتائج والتوصيات.
أما القسم الثاني فتضمن تحقيق (رسالة في تأويل آيتين مشكلتين) الذي سار الباحث في تحقيقه على وفق أصول التحقيق المعروفة.
وبعد: فهذا جهدي، فما كان فيه من صواب فمن الله، وما كان فيه من خطأ أو تقصير فمن نفسي، والله ولي التوفيق.
رسالة في تأويل آيتين مشكلتين