تجليات السيري في الشعري
(عتبة فكرية وملاحظات تبريرية)
إهداء: إلى محمد صابر عبيد
لا أدعي أن هذا الكتاب ومقاربتي للفلسفات والنظريات القائمة على أساس المابعديات نوع من الترف الفكري ومغامرة غير محسوبة العواقب، إنما تشكل جرأة فكرية مارست حوارا معرفيا وثقافيا مع المنجز الما بعدي الغربي، إذ حاولت اجترار مفاهيم ومصطلحات ارتبطت بسيرورة وحياة وميلاد فلسفي تمثل في الحاضنة الغربية التي فتحت مناهج ونظريات ما بعد الحداثة بكل صورها وأشكالها على أنسقة كتابية تفكيكية، وسياقات ثقافية مارست سلطة جديدة على النقد الأدبي، ولعل اختياري لكلمات مابعديات النص واللانص داخل هذه الممارسة النقدية تسجل حضورا يتواشج مع كلمات من قبيل (عنوان)، (فصل)، (بداية فصل)، (رأس قائمة)، (حرف كبير) تفيد بأن أسئلة العنوان (عنوان هذا الكتاب) هي دوماً أسئلة السلطة والاحتياط والحق والهيمنة، إذ إن عنوان (مابعديات النص واللانص) يحتفظ بعدد كبير من المعاني الممكنة والمحتملة، إذ يجمعها داخل طبقاته ليستثمرها بشكل أفضل.