المباحث الدلالية في شروح سقط الزند
أولى العرب منذ وقت مبكر اهتماماً بدراسة اللغة العربية وآدابها وبيان مدلولات ألفاظها والحديث عن خصائصها ومزاياها، وكان الدافع الأساس الذي قامت لاجله الدراسات من اللغة العربية هو القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى بلسان عربي مبين، فنهد له رجال أفذاذ محاولين بيان ألفاظه ومقاصده ومعانيه وشرح غريبة وتفسير ألفاظه مما جعل هذه الدراسات الأساس في وضع المعجم العربي وقد اتخذت اللغة لتحقيق وظائفها وتأدية مهامها نظاماً فاعلاً يجد فيه المتكلمُ مجالاً واسعاً لتقبل كفايته، وقيداً زائداً على عباراته، غير أنّه في الوقت الذي تكون فيه قوة الجذب بين استعمال اللغة ووظائفها من جهة، وقواعدها المهيمنة على الناطقين باللغة بقسرية فروضها ودقة التزامها من جهةٍ أخرى في تعارض مستمرٍ، وهذا ما يجعل (علم الدّلالة) قمة الدّراساتِ اللغويةِ الحديثةِ؛لأنّه العلم لذي يعنى بدراسة المعنى بمستوياته كافة (المعجمية والصوتية والصرفية والنحوية) اذ لولا المعنى لما كانت هناك لغة.