النص النسوي.. ومأزق البنيوية
ظلت الرواية اليمنية منذ نشأتها حتى التسعينيات ذات طابع تقليدي. تركز بالدرجة الأولى على القضايا الاجتماعية والسياسية والتاريخية..، أي أنها روايات مضمون أكثر مما هي روايات بناء، حتى ظهرت بعض المحاولات الروائية لبعض الكتاب الشباب لتبتدئ مرحلة جديدة وهامة من مراحل التجديد في الخطاب الروائي في اليمن.
لم يكن الصوت النسوي في الكتابة السردية اليمنية حاضراً بقوة، إذا ما قارنا ذلك بالكتابات الذكورية، يرجع الأمر في ذلك إلى القيود التي يفرضها المجتمع على المرأة اليمنية، وبالتالي ضآلة حضورها في الساحة الأدبية. وعلى الرغم من الحضور القليل للسرد النسوي في الرواية اليمنية، إلا أن ذلك القليل لم يحظ ـ أيضاً ـ بكثير من الاهتمام من قِبل القائمين على النقد، من تلك الأعمال روايات الكاتبة عزيزة عبد الله.
إن النظر في أعمال الكاتبة عزيزة عبد الله ـ باعتبارها نموذج للرواية اليمنية عامة، والنسوية خاصة ـ يجعلنا ندرك من الوهلة الأولى الطابع التقليدي لتلك الأعمال، وذلك من خلال التعاطي المباشر والتقليدي مع الشخصيات الروائية، وصياغة أحداثها وفق تلك التقليدية. كما أن الفضاء المكاني الذي تتحرك فيه الشخصية الروائية يكاد يكون محسوساً من خلال وصف أبعاده، وتفتيت جزيئاته.