اختراق العقول
مع تزايد أهمية الإعلام ودوره في صنع السياسة الدولية والتأثير فيها، يجمع الكثيرون على أن أغلب الصراعات الدائرة في عالمنا المعاصر هي"ثقافية وحضارية" ليس بحكم التأثير الواسع لوسائل الإتصال أو لأنتشار القنوات الفضائية فحسب ولكن لأن الإعلام أصبح سلاحاً إجتماعياً وسياسياً له وظيفة مكملة للسياسة بل هو انعكاس لها بأسلوب معلن، كما انه يعد من أخطر الأسلحة التي تستخدم في مجال الحرب النفسية إذ يعمل على تغيير المفاهيم والمواقف من مجمل القضايا المطروحة سلباً وإيجاباً ..من هنا أصبحت الحرب الإعلامية واحدة من اهم الحروب في عصرنا الحالي منذ أن طرأ على مفهوم الحرب الكثير من التغيرات، بل اصبحت البديل العصري للحروب التقليدية التي كان يغلب عليها الطابع العسكري.. كما أصبحت القنوات الفضائية الموجهه عن قصد لتحقيق هدف معين عبر الحدود الدولية مستهدفة شعوباً بذاتها وبلغاتها القومية بما جعلها سلاحاً من اسلحة هذه الحرب النفسية وأداة رئيسة في العلاقات الدولية وفي نظام الأتصال الدولي، هذا النظام الذي تعد كل مكوناته ذات وظيفة سياسية منذ نشأتها حتى اليوم ما ساعد على بروز دور هذه القنوات في عمليات أختراق الجمهور المستهدف، كمثال للأتصال السياسي العلني الذي يستهدف تحقيق آثار سياسية وأقتصادية أو ثقافية على الدول التي ينساب إليها.