عن سلسلة «الإبداع العربي» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويرأس تحريرها الشاعر سمير درويش، صدر ديوان جديد للشاعر السوري - المقيم بألمانيا - عارف حمزة بعنوان «عشب مكسور من وسطه».
يقع الديوان في 85 صفحة ويضم 28 قصيدة قصيرة، تدور في فلك «قصيدة النثر»، تخيم على مناخاتها نظرة وجودية للحياة، تعتمد على بنية السؤال المفتوح المثير للتأمل والدهشة.
عارف حمزة، حسب الناقد صبحي حديدي، «صوت لافت، ومميز تماماً، بالقياس إلى مجايليه من الشعراء الشباب الذي ظهروا مع مطالع القرن الجديد، وتوجب أن يواجهوا مشقتَين في آن معاً: الانشقاق، ولكن بقوّة وجلاء وبصمات فارقة، عن شجرة نسب قصيدة النثر السورية الثمانينية والتسعينية، متشابكة الجذوع والأغصان، من جهة أولى؛ ومشقة ثانية، تخصّ الشعراء الشباب الكرد الذين يكتبون بالعربية، هي تفادي قصيدة سليم بركات، وظلّه العالي، وسطوته المباشرة وغير المباشرة في قلب المشهد الكردي على وجه التحديد. 
ولعل حمزة أضاف إلى هاتين المشقتين فضيلة أخرى كانت نادرة بين مجايليه، هي اشتقاق فصحى ناصعة ونقية، خفيفة الإيعاز دون إحجام عن المجاز العالي، مُقبلة على الإيحاء بقدر ما هي متخففة من أثقال البلاغة».
يعد هذا الديوان التاسع في مسيرة عارف حمزة المولود عام 1974، الذي سبق فوزه بجائزة محمد الماغوط، فقد أصدر قبلاً: «حياة مكشوفة للقنص» عن وزارة الثقافة السورية عام 2000، و«كنتُ صغيراً على الهجران» عن دار «ميريت» 2003، و«قدم مبتورة» عن وزارة الثقافة السورية 2006، و«كَيَدَي مُحتاج» عن وزارة الثقافة السورية 2007، و«الكناري الميّت منذ يومين» عن دار «النهضة العربيّة» ببيروت 2009، و«قرب كنيسة السريان» عن دار «الفارابي» ببيروت 2012، و«لا أريد لأحد أن يُنقذني» عن دار «الغاوون» ببيروت 2014، و«لست وحيداً» صدر باللغتين الألمانيّة والعربيّة عن دار «سيسسيون» في سويسرا 2018.
- من أجواء الديوان يقول الشاعر
«أضع يدي على فم الحياة
أرى المفاجأة وهي تهزها
يدي تضغط وتضغط فتتسع العينان
لا أتراجع عندما تلعق دموعها أصابعي
قلبي لا يرقُّ
وأنا أدير وجهي إلى النافذة
وأتابع صورتنا المقلوبة هناك».