Ana içeriğe atla
.كارلوس زافون " مقبرة الكتب المنسية .. الحقيقة تختبئ دائما في الخيال "

تمتزج في العوالم الروائية لدى الإسباني كارلوس زافون، لمحات من جابرييل جارثيا ماركيز وأمبرتو إيكو وغيرهما، ويتسلل الشجن والحنين إلى روح القارئ، بعد مطالعة رباعيته الشهيرة «مقبرة الكتب المنسية»، التي تعد «ظل الريح» أولها؛ وتتابع الأجزاء؛ «لعبة الملاك»، «سجين السماء»، «متاهة الأرواح».

 

زافون حكى تاريخ برشلونة الجريحة بالحرب الأهلية والمنكوبة بحكم فرانكو، في سلسلة روائية فريدة من نوعها، واستفاد من كتابته للنشء في بدايته، ليحافظ طوال الأجزاء الأربعة على التدفق السردي والإثارة التي تتصاعد دراميا طوال السلسلة التي صارت من أكثر الكتب مبيعا في العالم.

 

 

ماذا جنى خوليان كاركاس؟

 

 

تدور أحداث «ظل الريح» في منتصف القرن العشرين، بمدينة برشلونة الإسبانية. يمضى دانيال بصبحة والده إلى مكان سري معد للاحتفاظ بالكتب التي لم تحقق نجاحا، يسمى «مقبرة الكتب المنسية»، يتذكر دانيال تلك اللحظة في السطر الأول للرواية، فيما يجد القارئ نفسه أمام ماركيز في «مائة عام من العزلة»، عندما يتذكر الجنرال بوينديا، وهو يقف أمام كتبية الإعدام، لحظة اصطحبه والده إلى مشاهدة الغجر وألعابهم السحرية.

 

 

يحتفظ دانيال من مقبرة الكتب برواية «ظل الريح» للراوئي المختفي خوليان كاركاس، بينما ثمة شخص آخر يجمع كل ما كتبه كاركاس ليحرقه، يعجب دانيال بالنص ويرتبط بمصير كاتبه الغائب، لأن «لا شيء قادر على التأثير في القارئ أكثر من الكتاب الأول الذي يمس قلبه حقاً. إذ أن صدى الكلمات التي نظن بأننا نسيناها يرافقنا طوال الحياة»، لتنتهي الراوية الممتعة بشكل غير متوقع ومفاجئ.

 

 

 

ظل الريح

 

 

 

لعنة ديفيد مارتن

 

 

في «لعبة الملاك»، نرجع إلى بداية القرن العشرين، يمتد الخيط الروائي إلى شخصية كاتب معذب وغريب الأطوار، يظهر ديفيد مارتن مرتبكا ووحيدا، وعليه أن يعد نصا «لم يكتب من قبل» اسمه «لعبة الملاك» لصالح ناشر مريب يلتقيه فجأة، ثم تنحو الأحداث إلى منعطف أسرع، ويتزوج دانيال من حبيبته بيا، ونعرف أن والدة دانيال كانت تعمل مساعدة لديفيد مارتن، تتعقد الخيوط وتنتهى الرواية مثل سابقتها نهاية حزينة للغاية.

 

 

يبرع زافون في التخييل، ويقرر «إن الطريقة الوحيدة للدخول إلى عقل الكاتب تكمن في تعقب سيل الحبر الذي يخلفه. إن الشخص الذي نعتقد أنّنا نراه ونعرفه، ليس إلا شخصية فارغة، وإنّ الحقيقة تختبئ دومًا في الخيال».

 

 

 

لعبة الملاك

 

 

 

العالم صغير.. أين تهرب؟

 

 

في الجزء الثالث «سجين السماء»، يتمحور السرد حول «فيرمين» صديق دانيال، وزميل ديفيد مارتن الموصوف بـ«سجين السماء»، في سجن قلعة مونتريك الرهيبة في برشلونة، في زمن حكم الجنرال فرانكو، لأنه «في هذه الحياة يُغفَر كل شيء، عدا النطق بالحقيقة»، يتعرض مارتن للجنون من هول التعذيب والوحدة ويهرب فيرمن وهو على مشارف الموت ليمنح حياة ثانية يعيشها بالدعابة ويخفى تاريخه السابق بوجه جديد لا مبالي بما يحدث من حوله، «في بعض الأحيان تتعب الروح من الهرب، العالم صغير لدرجة أنك لا تدري أين تفر بجلدك».

 

 

 

سجين السماء

 

 

 

نهاية سعيدة

 

 

في الجزء الرابع والأخير، الضخم، «متاهة الأرواح»، ويقع في حوالي ألف صفحة، تتفكك كل الرموز وتبدو الحيل السردية لكارلوس زافون طبيعية وبسيطة، خوليان ابن داينال وبيا يكتب تاريخ عائلته في رواية اسمها «متاهة الأرواح» في تسعينيات القرن العشرين، ولأن «الإجابة موجودة دائما في الماضى» نعود إلى آخر الثلاثينيات، عندما كانت طائرات موسوليني تقصف برشلونة لنصرة فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، وتصاب الطفلة إليثا بجراح بالغة، ومع ذلك «‫لن يفنِ العالم بسبب قنبلة نووية، كما تقول الصحف، بل بسبب الابتذال والإفراط في التفاهة التي ستحوّل الواقع إلى نكتة سخيفة» حسب ما ورد في الجزء الأول.

 

 

تكبر إليثا، في ملجأ بعدما قتلت والدتها ووالدها الروائي في معتقلات فرانكو، ولا تدرى أي شيء عن تاريخها، وتعمل في وحدة تتبع الجرائم الغامضة في العاصمة مدريد، وتلقى بها الأحداث في برشلونة للتحقيق في جريمة اختفاء أحد الوزراء السابقين، بخبرتها الأمنية وذكائها الشديد، تفكك كل الألغاز السردية ثم تذهب للإقامة في أمريكا، وتنتهى السلسلة نهاية سعيدة، لأن «الذكريات التي تدفنها في الكتمان هي نفسها التي لا تكف عن مطاردتك أبداً».

 

 

 

متاهة الأرواح

 

 

 

زافون، الملقب بـ«ديكنز البرشلوني»، ولد في 25 سبتمبر 1964، ورحل 19 يونيو الماضي، استهل مشواره الأدبى بالكتابة للشباب، ونشر أول رواياته «أمير الضباب» في أول التسعينيات، فيما نال شهرته الأكبر في الأدب الإسباني عقب نشر أول رواياته للكبار «ظل الريح»، وترجمت إلى العديد من اللغات، وصارت الأكثر الإسبانية مبيعا في العالم، بعد أن تجاوز مبيعاتها 10 ملايين نسخة.

 

 

 

 

 

المصدر:المصري اليوم

13 Eyl, 2020 12:32:07 PM
0