Ana içeriğe atla
محرك الحياة.. وعمودها الثقافي

محرّك الحياة.. وعمودها الثقافي

 

د. مهند غازي الزامل
الشباب هو محرك الحياة في المجتمع وقلبها النابض ومُجدِّدُها ومطورها، فالشباب هم طليعة المجتمع وعموده الفقري وقوته النشطة والفعالة والقادرة على قهر التحدي وتذليل الصعوبات وتجاوز العقبات فدوره الأساسي واضح في المجتمع أكثر من غيره، ولديه الاجتهاد بما يملكه من قدرات بشرية ومادية للحفاظ على الأبناء وتأهيلهم لتحمل المسؤولية وتمكينهم وحمايتهم من الفراغ الأيديولوجي القاتل.
لذا فإن أي مجتمع يجب أن يفتخر بشبابه ؛ لأنهم الرِّئة النقية التي يتنفس منها الشباب المؤهل بالعِلم والمعرفة، الطموح القادر على الأخذ بزمام المبادرة، المثقف الواعي الحريص على قضايا أمته، المُحصَّن بتقوى الله، الجريء في قول الحق بلا إفراطٍ أو تفريط، صاحب العزيمة، المحافظ على مكتسبات الوطن المادية والمعنوية، المنتمي لدينه ووطنه وأمته، لا يتردد أبدًا في أن ينخرط في الخدمة العامة بارتياح واطمئنان، يسهم في رسم الخطط لإحداث التغيير الإيجابي الجذري بدون كلل ؛ لأنه يؤمن بقوله تعالى «إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» ينظر إلى أمته بعين المحبة، يُخلص في أداء واجبه لأنه عبادة يتقرب بها إلى ربه عز وجل.
لقد أودع الله في الشباب طاقات يجب أن تستغل في العطاء الخير الذي يعود على أبناء الأمة بالسعادة والرضا والأمان المادي والمعنوي، والشباب قادر على تخطي العقبات التي تعترض مساره بالحكمة للوصول إلى الهدف المنشود، كما أنه صادق في تحمله الأعباء، لأنه يتعامل مع قضايا الوطن بطرق علمية حضارية قائمة على العلم والإحاطة للتحديات الحاضرة والمستقبلية التي تجابه الأمة.
ويجب على جميع أفراد المجتمع أن يدركوا بأن الشباب يتمتع بالنظرة الثاقبة في معالجته للمشاكل، ويأنف أن يكون إمّعة، إنه صاحب قرار؛ عنده من الشفافية والصدق والحسّ الإيماني والوطني ما يبعده عن الإساءة لنفسه ولغيره، لقد رسم الشباب الذي يحمل همَّ المجتمع معالم شخصيته، وحدد موقعه كرقم له أهميته في فهم قضاياه مع السّعيّ لعلاجها بعد أن أخذ بالأسباب وتوكل على الله، وأعَدّ لكل قضية ما يلزمها..
إنّ مما نريد؛ أن يمتزج رأي الشباب بالحِكمة والحماس، لقد اخذ الرسول الكريم في معركة أحد برأي الشباب عندما خرج للقاء العدو الذي يهدد أمن وعقيدة وسلامة الأمة، هذه الفئة الخيرة يعول الوطن عليها ويعقد الآمال، لأنها تضطلع بالمسؤولية لتحصين الوطن الغالي من غائلة الأخطار، ولأنها تربت في أسرة علمته الاعتماد على النفس، ودربته على الحوار والتواصل مع غيره بإيجابية وثقة، احترمت عقله وآدميته فجعلته محَط اهتمامها ورعايتها، فكان لهذا الأثر الواضح في تفاعله وحركته النشطة، وانطلق بحرية مسؤولة، ليكون رسول خير لأمته بفكره الناضج، وعطائه المتميز، وإيمانه العالي.
إنهم يمتلكون القوة بأبعادها المختلفة العقلية والجسدية والنفسية، فهم الأقدر على الإنتاج والإبداع والتغيير، فهُم الذين تسير بهم العملية التعليمية والمصانع والمزارع والتكنولوجيا الحديثة، «فأوساهير» الشاب الياباني هو الذي أدخل المحرك الأوروبي في الصناعة اليابانية، مما جعل اليابان تضع قدمها على طريق التقدم الصناعي.
فيجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل والسعي وراء تحقيق مستوى أفضل والاستعداد للعمل من أجل تحقيق ذلك، فواجبهم كمواطنين يملي عليهم التطلع إلى التقدم وتحقيق القوة والعظمة لاُمّتهم وذلك من خلال التحديث ونشر الأفكار والمعلومات الجديدة التي تحفز الشباب على في تعبئة طاقاتهم ومقدرتهم على تخطيط وبرمجة المستقبل.

 

 

 

المصدر: الدستور 

06 Ara, 2020 12:32:16 PM
0