Ana içeriğe atla
«الكونج».. الرواية تعود إلى القرية

تعيدنا رواية «الكونج» للروائي السوداني حمور زيادة، التي صدرت عن دار العين للنشر، إلى عوالم القرية، ذلك الفضاء السردي الذي أبدع فيه من قبل أستاذه الروائي الراحل الطيب صالح في عدد من أعماله، حيث تدور أحداث الرواية في قرية سودانية تقع في جزيرة بالنيل وتحمل نفس الاسم، والرواية تتبع ذلك الأثر للقرية السودانية التي تحفل بالأساطير والغرائبية والأجواء الصوفية.
كان لهذه الرواية حضور في المشهد الروائي العربي، بما نالته من اهتمام القراء في مواقع «مراجعات الكتب» وجرى جدل كبير حولها من حيث خصائص الشكل السردي، وبنية الرواية.
اتفق معظم القراء في تلك المواقع على براعة الكاتب في السرد والتحكم في اللغة، ونجاحه في تقديم الفكرة لقراء مختلفين، حيث استطاع الكاتب أن ينفذ إلى عوالم تقع في الظل حيث المسكوت عنه في القرية التي دائما ما تنسب عوالمها إلى البراءة والفضيلة. وكتبت إحدى القارئات مشيرة إلى مقدرة الكاتب وخصوصيته قائلة: «يخوض في محليته، في بيئته وينجح في إشراك القارئ في الفكرة، في الحكاية، لكن بلغته هو، ولعل أصعب الترجمات هي ترجمة الواقع وترجمة الحياة ونقلها بحذافير مشاعرها إلى من ليس منها، من لم يعشها قبلاً».
وكتب قارئ آخر حول نفس الفكرة: «الرواية شديدة البساطة والجمال، عمل يخطف الألباب برغم كثرة شخوصه وتنوع أحداثه وتشعب حكاياته، القرية التي تحكي عن كل شيء وتخفي كل شيء، بتتبع سردي رائع لأحداث كاملة، وظهور مختلف الشخصيات في أوقاتها المناسبة لتجعلك كقارئ تستطيع الإلمام بكل ما يحدث أمامك، ينقلك حمور لعالم القرية لترى بعينيك ما يحدث في صور متتابعة، وتجهد عقلك لمعرفة التفاصيل فيأتي بها في الصفحات التالية أمامك».
فيما كتب قارئ آخر:«رواية الكونج هي قصة قرية صغيرة، ولكن بتفاصيل دقيقة عن كل شخصية في الرواية. تصف حال عامة البشر في الحياة عموماً، وفي حياة القرية بشكل خاص، حيث أبدع الكاتب في تصوير كل شخصية من وجهة نظر الناس لها، ومن وجهة نظر الشخصية في حد ذاتها، بطريقة تجعلك تعيش مع أهل القرية كأنك وسطهم وتسمع أحاديثهم ونميمتهم، وكعادته حمور زيادة يبدع في السرد بطريقة الفلاش باك، حين يتحدث عن تاريخ كل شخصية، ويجعلك تطوف داخل نفوس وأفكار شخصيات القرية، ومما أعجبني في الرواية هو أنه لا يوجد بطل معين أو شخصية رئيسية بل يمكن القول إن البطل الرئيسي هو مكان الرواية قرية الكونج بما فيها من شخصيات وأحداث عامة ومجتمعها بكافة أنواعه».
وعلى الرغم من ذهاب كثيرين إلى أن الكاتب استطاع أن يبرز خصائص مجتمع القرية، ويضيء أماكن مظلمة فيه، إلا أن بعض القراء يأخذون على الرواية اهتمامها المبالغ فيه بقصص الموبقات والرذيلة، ويرى بعض القراء أن هذا الأمر استغرق الكاتب كثيرا، مشيرين إلى أن ذلك يخل بعادات وتقاليد القرية وبساطتها، وتكتب إحدى القارئات: «لكن لم يعجبني تركيزه على الجانب السيئ في القرية طول الرواية، والعلاقات العاطفية التي تنشأ، شيء آخر لم أحبه في الرواية هو كثرة الكلام عن الرذيلة وهو شيء مقزز ولا فائدة منه».
بينما يرى بعض القراء أن من العيوب الأساسية في الرواية هي كثرة الشخوص التي حشدت في الرواية، إضافة إلى الأسماء المتشابهة الأمر الذي أحدث إرباكاً لديهم.

05 Haz, 2017 01:46:08 PM
0