Ana içeriğe atla
جائزة الطاهر وطار تحتفي بالروائيين الجدد في الجزائر

نوّهت الأوساط الأدبية في الجزائر بتأسيس جائزة للرواية العربية تحمل اسم أحد أعمدة الأدب الجزائري الراحلالطاهر وطار، والأهم برأيها أن الجائزة تمكنت في دورتها الأولى من إظهار نصوص جديدة ومميزة لكتّاب الجيل الجديد، وصلت إلى القائمة القصيرة.

وكانت لجنة التحكيم برئاسة الدكتورة آمنة بن لعلي قررت منح جائزة الدورة الأولى مناصفة للروائيين الشابين محمد الأمين بن ربيع عن نصه "قدّس الله سرّي"، وبلقاسم مغزوشن عن روايته "مؤبن المحروسة يؤذن في فلورنسا".

وتنظم الجائزة جمعية "نوافذ ثقافية" برئاسة رياض وطار ابن شقيق الطاهر وطار (1936-2010) الذي يوصف بـ"رائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية"، وترك إرثا أدبيا زاخرا، وترجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات أهمها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية واليونانية.

ومن الصدف اللافتة أن يأتي الإعلان عن فوز روائيين شابين استحضرا في عمليهما تاريخ الجزائر تزامنا مع احتفال الجزائريين بذكرى اندلاع ثورة التحرير في أول نوفمبر/تشرين الثاني 1954.

استحداث الجائزة كان محلّ تقدير وترحيب في الأوساط الأدبية الجزائرية، وبرأي الناقد عامر مخلوف فإنها "تتصل بكاتب له مكانة مرموقة في الأدب الجزائري المعاصر"، وأنها وإن كانت "من تنظيم جمعية إمكاناتها محدودة جدا، إلا أنها تمكنت من إظهار نصوص جديدة ومميزة وصلت إلى القائمة القصيرة" يقول للجزيرة نت.

وتحكي رواية "قدّس الله سرّي" فصلا من فصول تاريخ الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي وتحديدا مع بداية القرن العشرين، حينما تربط علاقة حب بين "نائل بن سالم الجزائري" و"أدريان" الفرنسية القادمة إلى الجزائر لتعيش حياة عربية لكنها تصطدم بالاختلاف البيّن بين الثقافتين فتضطر للعودة من حيث أتت بحثا عن حياة أخرى تكون فيها أكثر حرية.تشريف النص
وعلى الرغم من أن معظم النصوص تستحضر التاريخ وتبحث عن ملامح الهوية، فإن العملين الفائزين برأيه "تميَّزا بدرجة مقبولة من النضج الفني، مما يشجع على الاهتمام بكتابات الجيل الجديد عوض الاقتصار على أسماء مكرَّسة ومحدودة كما يحدث غالباً".

وفي حديثه للجزيرة نت، عبّر محمد الأمين بن ربيع عن سعادته البالغة بهذا التتويج، واعتبره "تشريفا كبيرا لنصه وتتويجا لاسمه ككاتب شاب". وتعد "قدّس الله سرّي" النص السردي الثالث في مسيرة بن ربيع بعد "عطر الدهشة" و"بوح الوجع".

الفوز بجائزة أدبية تحمل اسم قامة أدبية من طينة الطاهر وطار هو إنجاز وصفه بلقاسم مغزوشن في حديثه للجزيرة نت بـ "الفخر المنتظر"، وتسرد روايته التاريخية "مؤبن المحروسة يؤذن في فلورنسا" منافي خاتم دايات الجزائر، الداي حسين، عقب احتلال الجزائر من طرف جيش فرنسا صيف 1830، وتناولت جانبا من حياته في نابولي وليفورنو وفلورانسا وباريس والإسكندرية التي توفي فيها عام 1838.

وتلقت لجنة التحكيم في البداية 60 رواية احتفظت منها بـ42 نصا، ووصف عضو لجنة تحكيم الجائزة الكاتب فيصل الأحمر ذلك بأنه قليل نسبيا، لكنه "يمنحنا قراءة أخرى بالنظر إلى النضج الفني العالي للنصوص التي تمخضت عن التصفيات الأولى، والتي احتوتها القائمة الطويلة التي اعتبرها كثيرون، من داخل اللجنة ومن خارجها أيضا، نصوصا جديرة بالتتويج، حيث تراوحت بين السرد الخطي الكلاسيكي والتجريب الكتابي سردا وتلاعبا بعمود الرواية واشتغالا على المواد التاريخية والتراثية والثقافية عموما".


ومن النتائج التي خرج بها شخصيا من عمله في إطار عضوية لجنة هذه المسابقة، فكرة كسر هاجس الخوف من حق السرد، الأصوات المقموعة لأسباب سياسية وتاريخية وجنسية ذكورية، كلها صارت برأيه "هواجس تعتدي على الحدود التي كانت مرسومة لها".حق السرد
الروايات -حسب الأحمر- تبدو في "حالة استدعاء جميل لمشارب تاريخية ولأصناف كثيرة من الخطابات التي تشكلت حول الرواية منذ أكثر من نصف قرن من الاشتغال على النص الروائي العربي، خطابات التاريخ واللغة والحضور الأجنبي والتأويل التاريخي المتعسف والصراع اللغوي تارة وصراعات الهوية تارات أخرى".

ما سبق يتجلى حسب حديثه في "العدد الكبير من النساء الكاتبات اللواتي تجاوزن عقدة التهيب من حكم المجتمع، ومن ذلك بعض الموضوعات التابو كالخيانة في أيام حرب التحرير، والعلاقات الجنسية المشبوهة، وموضوع الحضور غير المتبع لإيقاع الصراع للفرنسيين في الفضاء العمومي الجزائري إبان مرحلتي الاستعمار والثورة التحريرية".

05 Kas, 2017 12:21:58 PM
0