القصيدة العربية الحديثة
الشعرُ كما يراه مالارميه هو التعبيرُ باللغة البشرية وقد أُرجعتْ إلى إيقاعها الأساس، إيقاع المعنى الغامض لمظاهر الوجود، بمعنى أنّ شرط الشعر ينبع من اكتساب لغته إيقاعاً نوعيّاً خاصاً يتشكل من قوة الغموض في الطبقات العميقة للمعنى، تلك التي تحاول تفسير مظاهر الوجود المعقّدة تفسيراً شعرياً، إلّا أنّ دخول موسيقى الشعر بوصفها نظاماً قائماً على أسس وقواعد وقوانين منطقية ورياضية زاد من انتظام فعالية البنية الإيقاعية في النصّ الشعريّ، وفسّر في الوقت نفسه إشكالية الغموض والقوة فيه، ونقلها من فضائها السحريّ الغيبيّ إلى حيث تشتغل أدائيّاً في بنية الكلام الشعريّ، متجاوزة في ذلك الوظيفة التقليدية الصرف للإيقاع.