بنو الأفطس في بطليوس التاريخ السياسي و الحضاري
هذا الكتاب كنت وضعته في (( بنو الافطس في بطليوس التاريخ السياسي والحضاري من ( 422 هـ - 488 هـ / 1031 م- 1095 م) في التاريخ الاسلامي الاندلسي دعاني الى العمل فيه ما تنطوي عليه هذه الفترة من تاريخ الاندلس كونها فترة مضطربة مليئة بالفتن والانقسامات والحروب وخصوصاً بعد انهيار الخلافة الاموية في الاندلس على اثر الفتنه العامرية التي كانت لبداية مئلمة ومفجعة لنهاية الامويين في الاندلس لتنتهي ويبدأ قيام عصر جديد على انقاض الدولة الاموية هو عصر الطوائف او كما يعرف بعصر ملوك الطوائف الذين ظهرو جميعاً ابان الفتنه فستحوذ كل واحد منهم على ما وسعت يداه واعلن نفسه حاكماً او اميراً او ملكاً وكان لظهور هؤلاء الامراء الاثر الكبير في ضعف الدولة العربية الاسلامية في الاندلس بعد ما كانت عليه من القوة في عهد عبدالرحمن الداخل والخلفاء من بعده ففي هذا العصر نمت بذور الضعف والانحلال وبدات تنخر في جسم الدولة العربية الاسلامية في الاندلس وكان نصيب بنو الافطس اثر انهيار الخلافة وسقوطها هي مملكة بطليوس فحكموها ما يقارب الخمس والسبعون عام وكانت هذه الفترة ما بين المد والجزر امتازت بالحروب الكثيرة والطاحنة ما بينهم وبين جيرانهم المسلمين وما بين الاسبان كما ان هذا الموضوع لم يتطرق له الكتاب بشكل تفصيلي برغم الكتابات الكثيرة عن عصر الطوائف لهذا رأيت ان اقدم للقارئ صورة حية لعصر بنو الافطس السياسي والحضاري فان وفقت فيما قصدت فذاك توفيق من الله سبحانه وتعالى ولا فحسبي ان اكون قد اجتهدت ولكل مجتهد نصيب على ان لم اكن لانهض بهذا العبئ الثقيل لولا ما شملني به استاذي العزيز الدكتور عبدالجليل عبدالرضا الراشد استاذ التاريخ الاندلسي من رعاية ومعونة فجزاه الله عني خير الجزاء.