الحمد لله الذي نزل الكتاب على عبده، تبيانا لكل شيء، وحجة بالغة تُطَمِئن قلوب المؤمنين، وتدحض تلفيق المفترين.
وحيث إن أداتنا في التعاطي مع محتوى القرآن ومضمونه، اللغة التي نزل بها، كمعبرة عنه، ومفسحة عن مكنونه؛ فإن ذلك يدفعنا للتأمل في اللسان الذي نزل به هذا الكتاب العزيز، وإلى ذلك التأسيس الذي توفر له، حتى تهيأ لحمل الرسالة، وعبر عن مضمون هذا الكتاب، لنصل إلى أن جهد الأمة في صقل لسانها، ووضوح بيانها، لم يكن بمعزل عن إرادة الله تعالي، لتهيئة اللسان العربي لحمل هذه الرسالة الغراء، بدأ من أسواق الشعر والبلاغة والبيان