الفكر الإستراتيجي الروسي في القرن الواحد والعشرين
شكل انبلاج فجر القرن الواحد والعشرين بداية حقيقية لثورة جديدة في المفاهيم والمسلمات ودلالاتها العامة لاسيما على صعيد التفكير الاستراتيجي في العالم وتحديداً القوى الدولية الفاعلة التي لها القدرة على استعادة مكانتها في النظام الدولي بعد أن تتعرض لمجموعة من التحديات المتعاظمة وتجعلها تنكفئ على ذاتها لمدة طويلة من الزمن وتعيد بها حسابات الربح والخسارة للعمليات الإستراتيجية الداخلية والخارجية.
يعد تفكك الاتحاد السوفيتي من ابرز التحولات التي شهدتها البيئة الإستراتيجية الدولية في العقد الأخير من القرن العشرين لقد كان لضخامة الحدث وما ترتب عليها من تغيير جوهري في شكل ومضمون البيئة الإستراتيجية الدولية والنظام الدولي واليات عملة ومعاملات توزيع القوة والقدرة في إطاره، ليس هذا فحسب، بل في شكل العلاقات الدولية القائمة ومضمونها وإدارة تفاعلاتها سلماً وحرباً في آن واحد الأثر الواضح في ردة الفعل العالمية الرامية إلى أعادة النظر في الكثير من المسلمات والثوابت ضمن الأدبيات السياسية والدولية