Salta al contenuto principale
أمل الحارثي: «حكايا النساء» وجع السقوط وروعة الإلهام

من عوالم النساء، انطلقت الكاتبة الأردنية أمل الحارثي لتحرر تلك الطاقة الكامنة داخلها، ومع حكاياهن حلَّقت في فضاءات واسعة، فاستلهمت وألهمت، وقرأت وكتبت، وتأثرت وأثّرت، فكان النتاج إبداعاً أدبياً تجلى على هيئة كتاب ناطق بالإلهام، زاخر بالآهات، حافل بالعبر والدروس.

بدأت حكاية أمل مع ملتقى المرأة العربية «الإلكتروني»، الذي أسسته مع شريكتها ميرا الخطيب باللغتين العربية والإنجليزية، بهدف تشجيع المرأة على القراءة والكتابة والإبداع، ونجحتا من خلاله في استقطاب عدد كبير من القارئات والكاتبات، وتولت مهمة تحرير القسم العربي، ما ساعدها على صقل موهبتها في الكتابة.

«البيان» تواصلت مع أمل الحارثي الذي حصل كتابها «حكايا النساء» على دعم مبادرة ألف عنوان وعنوان، ليرى النور على يد دار هماليل للنشر والتوزيع.

عن إصدارها الأول، قالت الحارثي: «على مدى 3 سنوات من عملي محررةً في ملتقى المرأة العربية، كانت تردني رسائل من قارئات تحوي قصصاً مختلفة تُعبر عن الواقع المعيش في أقطار عربية شتى.

وفكرت في إعادة كتابة الرسائل بلغة عربية فصحى مُبسّطة مع الإبقاء على روح الرسالة الأصلية، ونشر الرسائل في كتاب يقرأه الجميع، رغبة مني في تسليط الضوء على الواقع المؤلم، ومحاولة نقل التجارب الحياتية إلى الآخرين للاستفادة منها، وعرضتُ كتابي على دار هماليل التي تبنته، ليتحوَّل الحلم إلى واقع».

معاناة

صاحبات الحكايا هن نساء عربيات، شاركن معاناتهن وخبراتهن في الملتقى، وعن قصصهن قالت أمل: «قصص ألم موجعة، وحكايات نجاح باهرة وملهمة، تأثرت بها ولم أتمالك دموعي أمامها، ووجدت أنها تستحق أن تصل إلى العالم».

وعن أكثر القصص التي أثرت فيها، قالت: «أُجبرت إحدى الفتيات على الزواج بزوج أختها المتوفاة للعناية بأولاده، وضحّت بخطيبها وأحلامها إرضاءً لرغبة العائلة، لتعيش حياتها جسداً بلا روح».

وأضافت: «من القصص المؤثرة أيضاً، قصة سيدة وجدت نفسها فجأة أرملة وأمّاً لخمسة أطفال وهي لا تزال في العشرينيات، ليتخلّى عنها كلُّ من حرمها الدراسة والعمل، وتنتهي قصتها بوقوفها على قدميها بعد عناء طويل، حاملةً عبراً كثيرة أهمها حق المرأة في التعليم والعمل».

عادات

وتسعى أمل الحارثي جاهدةً لتمكين المرأة العربية، يدفعها إلى ذلك إيمانها بأهمية دور المرأة في المجتمع، وعن ذلك قالت: «لن تتقدم المجتمعات إلا بتمكين المرأة، فهي نصف المجتمع، وهي التي تُربي النصف الآخر منه، وبات لزاماً علينا العمل على رفع الظلم عنها وتثقيفها، لتقف على قدميها وتتصدى للجهل والعنف اللذين يترصدان لها».

وأشارت أمل إلى أن بعض المجتمعات العربية لا تزال تظلم المرأة باتباعها العادات المتوارثة الجائرة، ليستمر زواج القاصرات فيها، والتفرقة في التعامل بين الأنثى والذكر، وحرمان المرأة من التعليم، والعنف ضد المرأة بكل أشكاله، وقالت: «ظلم يمارس على المرأة بشكل يومي دون الالتفات لتأثير هذا الظلم على المجتمع ككل.

ولذا فالمرأة كانت دائماً قضيتي الأولى، ولكني بتُّ في الفترة الأخيرة معنية بالإنسان ككل، ونحن بأمس الحاجة إلى نشر فكر التسامح والتعايش والمحبة في زمن تحتضر فيه الإنسانية على أيدي أعداء الحضارة».

وها هي أمل الحارثي تخطو نحو رواية واقعية جديدة، بعد أن انتهت من كتابة «حكايا النساء»، الذي تؤكد أنه سيلامس القراء بسبب الشحنات العاطفية وكمّ الإلهام الكبير فيه.

قراءات

وتقرأ أمل الحارثي أي كتاب يقع بيدها، وتترك الحكم دائماً لعقلها، وقالت: «أقرأ بشكل حيادي تماماً، في الفلسفة والسياسة والأدب والدين، وتعجبني الروايات الفلسفية والتاريخية، وأخيراً بتُّ مولعة بالقراءة لمفكرين عظماء كعلي الوردي وجلال الدين الرومي وابن عربي، كما قرأت كل أعمال الأديبة رضوى عاشور».

06 Mag, 2017 07:51:24 AM
0