لا شك أن وظيفة الدولة المعاصرة ودورها في حياة المجتمع والأفراد يختلفان عن وظيفتها في الماضي... فقد كان موقف الدولة السابق يقتصر على الأمن العام.. فامتد نشاطها في الوقت الحاضر إلى تنظيم وممارسة مختلف النشاطات الاقتصادية والاجتماعية...وتأسيساً على ما تقدم، فإن الأجهزة البيروقراطية قد توسعت في اختصاصاتها وتزايدت السلطات الممنوحة لها يوما بعد يوم مما جعل من الأهمية بمكان أن الرقابة على أعمالها أصبحت في غاية الأهمية حتى لا تفلت أزمة السلطة من أيدي السلطة التشريعية.. وتنتقل بالتدرج إلى أيدي البيروقراطيين فتصاب الديمقراطية في صميمها... ولما كان البيروقراطيون بشراً والبشر غير معصومين عن الخطأ، لأن العصمة لله وحده سبحانه وتعالى } والنفس أمّارة بالسوء { ، وعليه فإنهم يحتاجون إلى رقابة لضمان استقامة أعمالهم بقدر الإمكان.
الرقابة في الإدارة العامة