القلم والميزان
لا تكادُ دُنيا الناس تصفو من الأكدار، وأنّى لهم ذلك، وهي أمشاج من حَنْظل وشَهْد، وشوكٍ ووَرد، إذا انساحتْ فيها الأماني العِذاب قابلتْها الشّدائد والصِّعاب، فإذا هي مِصْراعان مُتقابلان متداخلان، لا يُفْتح أحدهما حتى يُغلق الآخر!
وإذا كان الحالُ كذلك، فما أحوجَ المرء إلى الاسترواح ساعةً من الزّمن في رياض الأدب وما خطّته أقلام الكاتبين من سُطور مذهّبة، وما أنبتتْ من أزاهير نَضِرة، وما أحدثتْ من معانٍ جميلة، وألفاظٍ حسنة.
وللقارئ الكريم أنْ يجول في تلك الرّياض، فينعش نفسه، ويمتّع فؤاده، لا يخشى أنْ يُشَاك، أو تُخَرَّقَ ثيابه؛ فقد وُزِنتْ حصائدُ الأقلام بميزان النقد الذي لا يحيف، ولا يَغْمِط حقّ أحد.