Перейти к основному содержанию
سراب الحقيقة

محمود الشلبي   ســـــراب الحقيقة  

 

 

 

من هنا، من سراب الحقيقةِ أدنو،
وأمنحُ قلبيَ وقتًا ليسمعَ معنى الكلام،
ويرضى بربح الخسارات من سوقِ هذي الحياةِ،
فأُرجئُ صمتي قليلاً...
وأرسلُ ورد الحنين لما في الطفولة
من بهجةٍ لاتعادْ.
راجفَ القلب أمشي على شوك أمنيةٍ
لا أغني بلا وجعٍ...
لا أمدُّ يدًا للنجوم بلا أملٍ...
هل أحقّقُ حلمًا تماهى مع الدرب
في هيئة الوهم حتى اختفى في المدادْ؟
لست أدري أمن حُسْن حظيَ أم سوئه،
صرتُ أختارُ وقتَ الصباح لأبدأ حُزْني...
وأعبرَهُ كل يومٍ بمقطع شعرٍ،
وأرصدَ وقْعَ الحياة على كاهلي...
حين يؤنسني واقعي بالحدادْ.
فالذي خانني في زمانيَ أوسَرَّني،
مهّد القولَ من أول السطرِ في سيرتي،
لم أزل حائرًا من هشاشة صبري،
أخطُّ الوداعَ بلحظة لُقيا...
وأنسى الغياب الذي ليس يُنْسى...
كأني تناهيتُ في السّهوِ حتى الضياعِ،
فأفتحُ بابَ النداء القديم،
وأقطفُ من شعرنا الجاهليِّ المطالَع،
إذ ربّما أستعيدُ الوقوفَ على طللِ الحاضرِ الآنَ،
حتى أهزَّ النخيلَ...
وأندبَ هندًا... وأرثي سُعادْ!!

 

 

المصدر: الدستور

14 окт, 2020 12:35:21 PM
0