Перейти к основному содержанию
منتدون يتأملون دور المتاحف في الصراع الفلسطيني الصهيوني على هوية القدس

منتدون يتأملون دور المتاحف في الصراع الفلسطيني الصهيوني على هوية القدس

 

عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء الماضي، لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، حاضرت فيه د. نَسَب أديب حسين الباحثة الفلسطينية في الدراسات المقدسية والمديرة المؤسِسَة للبيت القديم/ متحف د. أديب القاسم حسين في الرامة، حول الصراع الفلسطيني – الصهيوني على هوية القدس (المتاحف أنموذجاً).

أشارت الباحثة د. نسب أديب حسين إلى أن المتاحف تعد مراكز ثقافية تربوية تحفظ التراث وتنمّي روح الانتماء عن طريق الرسالة التي تقدمها، ولها دور مهم في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الثقافي على هوية القدس الثقافية، حيث تعاني مدينة القدس من محاولات التهويد المختلفة المدعّمة بالخطط والميزانيات والمواقع المناسبة للمتاحف الإسرائيلية، في سبيل العمل على تغيير الرواية والأسماء والسيطرة على المواقع لتقديم رواية تدعم الحجج الصهيونيّة .

واستعرضت د.نسب الفروقات بين ما هو مطروح في المتاحف الإسرائيلية وبين المتاحف الفلسطينية في القدس، وذلك بعرض ما جمعته من معلومات بشكل وصفي وفق خمسة معايير هي: مبنى المتحف، أساليب العرض، التواصل مع الجمهور، إمكانيات الإرشاد، ورواية المتحف. وتطرقت إلى الأساليب المتّبعة في المتاحف الإسرائيلية لتهميش الرواية العربية الفلسطينية للقدس ومنها: الانتقائية والتحريف والإهمال، والصياغة اللغوية بربط مدينة القدس بأوصاف سلبية بالعهود الإسلامية، حيث تؤثر جميعها سلباً على انطباعات الزائر وتصوّراته.

وبيّنت د. نسب وسائل تعبير المتاحف الفلسطينية عن مركبات الهوية الثقافية للقدس من الذاكرة الوطنية التاريخية واللغة والرموز والإرث الثقافي، على الرغم من عدم وجود أي تمثيل للتجربة الحياتية المعاصرة في هذه المتاحف.

وقال أمين عام منتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمّور في كلمته التقديمية إن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الثقافي يُبرِز خطورة الانتهاكات المستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية من قبل الاحتلال، إضافة إلى مخاطر تحويل القدس إلى أداة سياسية تخدم المخططات الصهيونية، مما لا يعد فقط اعتداءً على المدينة وعروبتها وقدسيتها ومكانتها الدينية لدى المسلمين والمسيحيين، بل اعتداءً صارخاً على الإنسانية من حيث إلغاء طابع المدينة المقدسة كونها مدينة السلام وبوابة السماء.

وأوضح د. معاوية إبراهيم أستاذ الآثار وممثل الأردن السابق في لجنة اليونسكو للتراث العالمي، معاناة المتاحف الفلسطينية في إيصال رسالتها بسبب التحديات التي تواجهها، وذكر أمثلة على ذلك من استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على مخطوطات البحر الميت من متحف الآثار الفلسطيني الواقع في الزاوية الشمالية الشرقية من القدس القديمة ونقلها بشكل غير قانوني إلى القدس الغربية بعد أحداث عام 1967 وإنشاء متحف خاص بها، بل وأقام مجموعة من المعارض المتنقلة حول هذه المخطوطات.

وقال الأستاذ عبد الله كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس: إن الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى تحويل الجانب الفلسطيني صاحب الحق والثقافة إلى طرف يواجه صراعاً ثنائياً في الاعتداء والعدوان على الثقافة العربية الفلسطينية، خاصة مع تأثر المجال الثقافي بالأوضاع والقرارات في المجالين الاقتصادي والسياسي المرتبطين به، ومن هذه القرارات التي أثرت على الهوية الفلسطينية للقدس قرار جعل القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها .

وأشار د. عمر عبدربه أستاذ التاريخ وعلم الآثار ومدير الدراسات المقدسية في جامعة القدس إلى أنه من الضروري الالتفات للتراكمات الحضارية الموجودة على أرض فلسطين والمرتبطة بتبلور الهوية الفلسطينية، ومن أمثلة هذه التراكمات ضمّ متحف الآثار الفلسطيني لآثار فلسطينية كنعانية ما قبل التاريخ وحتى الآن.

وبيّنت د. ميرفت عياش من كلية الفنون التطبيقية في جامعة النجاح بنابلس أن الفلسطينيين من غير سكّان القدس محرومون من زيارة المتاحف، لكن مدينة القدس على الرغم من ذلك تعد متحفاً مفتوحاً، مما يشكل دعوة نحو القيام بجولات توعوية تثقيفية سواء عبر الزيارات أو من خلال وسائل الإعلام وتكنولوجيات التواصل للمحافظة على هوية القدس العربية الفلسطينية.

وأشار الكاتب الأستاذ محمود شقير إلى الإهمال الذي يطغى على المتاحف الفلسطينية ووجودها خارج اهتمامات الحركة الثقافية الفلسطينية، والتي تركزت على الندوات والرواية والقصة والشعر والنشاط السياسي. ولذلك ينبغي تشجيع الجمهور وخاصة الطلاب على زيارة المتاحف، والتي لم يتم عرقلة دورها من قبل الاحتلال فحسب بل لم يُفعّل دورها من قِبَل المجتمع الفلسطيني. ومع ذلك فإن المتحف الفلسطيني في جامعة بيرزيت شهد نشاطاً متزايداً مؤخراً مع معرض «طُبع في القدس» الذي تطرق لتضييق الاحتلال على الإعلام والصحافة ومواد النشر العديدة وما رافق كل ذلك من رقابة.

وأوضح الكاتب العراقي الأستاذ علي بدر أن الرموز التاريخية الكامنة في المتاحف وغيرها هي الأداة الحقيقية في صراع القوى المتنافسة، لأنها تبني الشرعية الثقافية التي تؤدي حتماً إلى الشرعية السياسية وبالتالي إلى الشرعية التاريخية فيما بعد. ويتم بناء أيديولوجيا الدولة عن طريق هذه الرموز وبالتالي بناء مفهوم الأمة.

 

 

 

المصدر: الدستور

14 дек, 2020 10:37:13 AM
0